فوائد لغوية في محاضرة أدبية ثقافية

الوحدة: 18-11-2021

 

 

توصف اللغة أحياناً بأنها الفكر، فنحن نفكر بلغة، ولا يمكن أن نفكر بغير لغة.

وإذا كان الأمر كذلك، وهو كذلك فعلاً فإن دقة التفكير تتوقف على دقة اللغة التي نفكر بها، وهذا يدعونا إلى متابعة التأكد من أن المفردات التي نستخدمها هي التي تعبر عن الفكرة التي نريد التعبير عنها.

بمعنى آخر: علينا دائماً إذا أردنا (دقة الفهم) (ودقة التعبير) أن نعرف المعنى الدقيق لألفاظنا وما إذا كان معناها يعبر عن الفكرة التي نريد توصيلها أو تلقيها.

ولكن الأدب لا يسعى إلى تقديم الأفكار فحسب، بل يسعى إلى جعلنا نتخذ موقفاً منها، ولذلك فهو يخاطب مشاعرنا وأحاسيسنا، ولا يخاطب عقولنا.

بهذه المقدمة استهل الدكتور: عدنان أحمد محاضرته التي حملت عنوان:

فوائد لغوية، وذلك في صالة فرع اتحاد الكتاب العرب باللاذقية “الوحدة” حضرت المحاضرة التي قدمها رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب الدكتور: “محمد بصل”، وفيما يلي عرض لأهم ما جاء في المحاضرة من محاور وأفكار…

بداية أوضح د. عدنان: إن الحديث عن فكرة القصة والرواية والقصيدة هو حديث مدرسي محض، لأن القصة هي فكرتها والقصيدة كذلك والرواية أيضاً، وقارئ هذه الفنون لا يبحث عن فكرة بل تتولد الفكرة لديه من خلال ما قرأه، ولذلك فإن كل ما قرأه هو الفكرة، أي كل ما في العمل الذي قرأه من لغة وشخصيات ومشاهد، هو الذي يكوّن الفكرة، ولكي يكونها يجب أن يحمل جيناتها أي العامل الذي يؤدي إلى وجودها وشدد المحاضر على أن اللغة ليست مستوى واحداً، إنها مستويات فهناك اللغة الأدبية الرفيعة، وهناك لغة الأحاديث اليومية، وبين هذين المستويين طائفة من المستويات أيضاً.

ومستويات اللغة تختلف باختلاف مستويات مجتمعاتها (الطبقات الاجتماعية الوظيفية، وكل طبقة من هؤلاء يمكن تسميتها مجتمعاً (مجتمع المدرسين- مجتمع العمال- مجتمع الأطباء- مجتمع التجار…) وأفراد كل مجتمع من هذه المجتمعات له مفردات معينة يستعملها، وأسلوب لغوي يتبعه في التواصل والتعبير.

وقال المحاضر: نحن نتحدث بمستوى لغوي، ونقرأ كتاباً علمياً بمستوى ثالث، ورواية أو قصة بمستوى رابع، وقصيدة بمستوى خامس… وهكذا وكل مستوى من تلك المستويات عليه أن يوصل ما يريد إيصاله ومن حسن حظ العربية أن أصحاب المعاجم جمعوا الفصيح من اللغة بمستوياته المختلفة، وفي المعاجم اللغوية نجد تحت كل مادة لغوية كمية كبيرة من الألفاظ، وهي في كثير من الأحيان ألفاظ تستخدم بحسب المقامات المختلفة فنحن في سهرة في المنزل نتحدث بمستوى لغوي غير الذي نتحدث به في محاضرة.

ومهارة القاص رهن بقدرتها على جعل المتلقي حاضراً صامتاً في الحوار، وهو لن يستطيع أن يفعل ذلك إذا استخدام مستوى لغوياً ليس معهوداً في المواقف التي يحدثنا عنها.

كذلك استخدام الكتاب للعامية ليس لأن الفصحة لا تعبر بدقة عما يريدون، بل لأنهم لا يعرفون الفصيحة.

وفي ختام المحاضرة أورد الدكتور: عدنان أحمد أمثلة كثيرة تؤكد كلامه فعلى سبيل المثال لا الحصر: روّى- روّق- راح- روحة- رياحة- زرب الماء- زنخة- زاح- سبسب- سبرك بسبري /أي مثلك بمثلي/ سخَّم- مسخرة- سخنان- تلحلح- استهتر- فحّم من البكاء…

رفيدة يونس أحمد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار