قطاف المواعيد

الوحدة : 18-11-2021

إنه عطرك البري، الصبح يتنفس، مزّق الضياء ما تبقى من غشاوة السحر، وبهم الليل، الشمس تردي حبائل ما نسيته العتمة ذات ليلة راحت تلملم أذيالها عن الورد، تغسله بفيض الندى الأبهى، الصبح يشمر سواعد النهار، يزجي التحيات لنوافذ الكون المشرعة على دروب الأمل والأغنيات.
أكمام الورد المختبئة من الريح، خوف أن تذريها بتلة بتلة، ترقص الآن على لحون وأغاريد طائر الهزار، وقد انتهى للتو من اغتساله بذهب نشيد الصباح مثل كل يوم:
أيا أزاهير البراري
افتحي نوافذك
شرعيها،
أتوق إليك،عائد وملك النهار إليك
أقطف من وردك أعتق عطرك.
لا تحزني،
أو تجزعي
فقط أزيحي، ستارة نافذتك،
أريني في الهوى ضحكتك.
×××
أخبرها – ذات فراق مؤجل –
كوني أيتها الساكنة فيَّ كالعطر تهدده وردة – ريحاً كانونياً،
رعداً آذارياً،
برقاً شتوياً،
مطراً، أو مثل الإعصار،
كوني ما شئت،
قررت
أنك قدر قصيدي،
ماء مطري،
قوارير عطري،
وأنا العطار.
ابتعدي إن شئت،
إن أحببت، إن أزمعت،
لكن عني لا
تبتعدي،
أو عن حرف قصيدي،
بوحي،
وعدي،
وجدي،
إذ كيف أطيق العيش،
منفرداً
وحدي
إذ تخلو منك الدار.
تمرين بخاطري دوماً،
بل تسكنيني،
وحين أكتب القصيدة،
أو أعانق المدى
تمرين بخاطري،
حين يخجل الزهر- أول تفتحه-
يهمس في أذني قائلاً: إنك كنت تسكنين أيتها الرائعة خاطري.
وإذ يزهر وجهك- ورداً جورياً-
يعطرني،
وكلما اقتربت منك، همست إليك،
ثم قطفت ثمرة العناق،
ما أحلى
قطاف المواعيد الشهية.

خالد عارف حاج عثمان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار