الوحدة : 17-11-2021
قامت الأديبة د. آسية بديع يوسف، مديرة ملتقى عشتار الثقافي، بإعداد بحث وهو بعنوان، الرمز ودلالته في القصيدة العربية المعاصرة، وقد نالت من خلال هذا البحث درجة الدكتوراه في اللغة العربية وآدابها، وهنا توقفنا معها كي تحدثنا باقتضاب عن إنجازها هذا.
إذ بدأت حديثها عن سبب اختيارها هذا البحث قائلة:
لم تكن مصادفة اختياري موضوع أطروحتي هذه، بل هي رغبة أردتُ تحقيقها، بعد أن عرفتُ التجارب الإبداعية السابقة، وبعد أن جعلت من الغموض والالتباس أبرز سماتها، وهي سمات تسمح للشاعر أن يوظف موهبته في خدمة قضايا عصره، إذ إن الشعر لم يعد الكلام الفني الجميل الذي يعكس صورة الحياة التي يحياها الشاعر، بل هو كلام فني منمق تظهر فتنته بعد أن يسمو الشاعر بشعره إلى أعالي القمم مخترقاً جدران الصمت فاتحاً طرقاً عدّة منشئة كيفيات عديدة لقول الشعر.
وعن أهمية الرمز في الشعر العربي المعاصر تتابع:
وأبرز هذه الكيفيات التي وسمَ بها الشعر العربي المعاصر، السمة الرمزية، وقد اتفقَ أغلبُ الدارسين على عدّ الرمز من العناصر المهمة في تشكيل الصور الشعرية لما يكتسبه من أبعاد فنية ودلالية تتجلى من خلال رؤية الشاعر الخاصة تجاه الوجود، فالرمز عنصر مهم في خطابات الشعر المعاصر، وصفة من صفات إبداع الشعر بعد أن وجد الأدباء الرمز أداةً تعبيرية مناسبة تمنحهم الحرية وتمكنهم من التعبير عن ذواتهم وتجاربهم الشعرية، محاولين إعطاء اللغة الشعرية دلالات وإيحاءات رمزية حمّلت أعمالهم الأدبية والشعرية أبعاداً فنية وجمالية راقية، فالرمز الوسيلة الناجعة لتحقيق الغايات الفنية الجمالية، وإلى إدراك ما لا يمكن إدراكه ولا التعبير عنه بغيره، ولا سيما إذا اتخذ مع وسائل أخرى في السياق الشعري، لأن الرمز ابن السياق وهو سمة النصّ.
وعن منهج البحث وخطته تقول:
وبعد أن استقر الرأي على دراسة هذا الموضوع، شرعتُ بجمع مادة البحث مبتدئة بأكثرها خصوبةً، وهي دواوين الشعراء فجاءت الدراسة جامعةً بين المنهج الاستقرائي والمنهج النقدي التحليلي. وبعد وضع خطة البحث التي اشتملت على مقدمةٍ وتمهيدٍ، أكد على كيفية استخدام الرمز لدى الشعراء المعاصرين منهم: الشاعر العراقي الدكتور جليل البيضاني، والشاعر منذر يحيى عيسى، عضو ورئيس اتحاد الكتّاب العرب في طرطوس، والشاعر أيمن أسعد، وأديب نعمة، والدكتور علي لعيبي، والدكتور عبد السلام المحاميد. وأفردتُ فصلاً للشاعر الذي اتخذته نموذجاً في بحثي، وهو الشاعر خليل حاوي، واستعرضتُ الرمز وكيفية تعامل الشعراء المعاصرين معه.
د. رفيف هلال