الشاب زين ليلى يحوّل كلّ ما يقتل الحياة إلى شيء يحييها

الوحدة:15-11-2021

من قريتي البعيدة البارقية صدح فني وألحاني.. بغربتي كان العود أعز ناسي وخلاني. عودي بعيد وأوتاره تعزف لحناً في مخيلتي ووجداني.. رأيت الحديد وقلت عليّ أن أميّزه بألواني.. قطعة خشب مركبة وفوقها خيطان أنغامي، دندنت بأناملي على مسامير الأحلام.
بهذه الأوصاف العذبة تبدأ قصة الشاب زين ليلى مع العود.. فهو من مواليد قرية البارقية بريف طرطوس أطرب من فيها بأنغام عزفه منذ طفولته وهو من عائلة فنية تمتاز بحبها وشغفها للعزف على أنغام العود في تلك السهرات الريفية الطيبة الرقيقة.
في خدمته العسكرية في حلب اجتاحه الحنين إلى الماضي والأهل والأحبّة وما كان بين يديه لا عود يدندن به ولا ناي يترجم به أشواقه الخافقة، ولمعت الفكرة في مخيلته بعد دراسته العلمية للموسيقى أن العود بعد تعريفه الوجدانيّ أنه قطعة من الروح.. يأتي تعريفه العلميّ بعلم الموسيقى أنه آلة وترية يعتمد بشكل أساسي على ارتداد صدى الصوت المنبعث عن الوتر من داخل جوف العود إلى الخارج بغض النظر عن ماهية هذا الجوف.
فقرر صنع عوده الخاص وعزف ألحانه الخاصة من خلال علبة معدنية للزيت، وبدأ يضيف ويقصّ إلى أن أشرقت بالإلهام الفكرة وأصبحت عوداً يطلق النغمات المحاكية لحنين الماضي وحنين السهرات المولعة بالحبّ حيناً وبالتذكار أحياناً. وبعدها انتقلت الفكرة لتضم أكثر من علبة الزيت المعدنية أصبح للجعب العسكرية والمخازن المفرغة ولعل هذا ما يميز شباب همّتنا حبهم للحياة وتحويلهم ما هو يقتل القلوب إلى شيء يحييها.. نفخر بك يا زين ليلى. نفخر بإنجازك بتحويل ما هو صدّاح بأحزان القلوب إلى ما هو يحيي أفراح القلوب.

لمى محمد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار