تفاؤلات خريفية

الوحدة:15-11-2021

في مكانٍ ما، باقة أزهار تنافس وجهاً، وفي مكانٍ آخر: فتاة جميلة تحمل باقة، وقبالتها ظامئ بعينين مسافرتين وقفت قطرة الماء في حلقه.
أقسم أن يحصي ويعد قطرات ماء النهر، فهي أهون عليه من قطرة ظمئه الوحيدة. لكن ثمة من ينادي: أيها الظامئ أنت لا تصلح لماء الشرب ولا لشرب الماء، فللحب رصيد زمني، ورصيدك أشرف على نهايته.
×××
تسير على عجل، وفي كل خطوة سبع خطوات، في كل واحدة مئة لون، ولكل لون حكاية!
دنت منه وسألته عن اسم الشارع؟
أجابها بانبهار: إنّه شارع خطواتك؟!
قالت له: أنت ثالث مجنون أصادفه على هذه الطريق!!
فما كان منه إلا أن تساءل: وهل ما زالت تلك الطريق موجودة فعلاً؟
كم نكون غرباء في أماكننا، وهي تتجدد بغيرنا؟!!
×××
في رحلة مجانية إلى الذاكرة، كدت أٌقترب من التفاؤل، لولا السنوات الصدئة التي أحملها، فهي واهية كقشور الرماد، لأكتفي بأبسط الأشياء، محاولاً ترك ذكرياتي مع الذين رحلوا، لأنني أعيش في زمن ذكرياته لم تعد تصدق، وكأنها موسيقا تصدح من دون عازفين؟!

سمير عوض

تصفح المزيد..
آخر الأخبار