الوحدة 12-11-2021
تميل معظم الأسر إلى التعامل بحزم مع أبنائهم فيما يخص حياتهم الدراسية من خلال المتابعة اليومية و اللصيقة لكل ما يتم إنجازه من واجبات وفروض مدرسية داخل المدرسة وخارجها .. أما فيما يخص الأبناء فقد يكون هذا الأمر نوعاً من العقاب الذي يتهربون منه بأساليب متنوعة ، فمن المعروف أن العديد من الأطفال يتقاعسون عن أداء واجباتهم المدرسية فيؤجلون كتابة تمارينهم وحفظ دروسهم بحجة إنجازها فيما بعد . وهذا الأمر سيسبب الكثير من المشكلات للأطفال ويجعل مستوى تحصيلهم الدراسي أقل بكثير من زملائهم المجدين . هذه المشكلة التربوية والتعليمية في آن معاً كانت موضع اهتمام دراسة حديثة حيث أكد الاختصاصيون في تربية الأطفال القائمين على الدراسة أن عادة تأجيل أداء الواجبات المدرسية يمكن التخلص منها باكتشاف السبب الحقيقي الكامن وراء هذه العادة ثم وضع خطة مناسبة للتغلب عليها، وهذا الأمر سيعزز ثقة الطفل بنفسه وبمقدراته . وبينت الدراسة أن هناك عدة أسباب شائعة تكمن وراء عادة التأجيل عند الأطفال وهي : أولاً ضعف الحافز، فالطفل الذي يكون الحافز لديه ضعيفاً تجاه الدراسة، يمكن التعرف عليه بسهولة لأنه لا يهتم أبداً بإنجاز مهمته، ولا يقدّر في الواقع الفوائد والنتائج الإيجابية للواجبات المدرسية التي تنجز بشكل جيد. أما السبب الثاني الذي ذكرته الدراسة فهو التمرد ، فالطفل المتمرّد يؤجّل وظائفه أو يحاول التملّص منها كنوع من المقاومة لبعض الضغوطات التي يتعرض لها في منزله ، فالطفل المهمل غير المنظم لا يجد دائماً كل الأدوات التي يحتاجها لإنجاز واجباته فقد يترك أحد كتبه في المدرسة ولذلك نجده دائماً يبحث عن أشيائه الضائعة وهذا ما يسهم في تأخير إنجازه لدروسه وتمارينه. أما لحل هذه المشكلة فقد أوجزت الدراسة مجموعة من الحلول وبينت أنه قد لا تنطبق طريقة واحدة على كل الأطفال الذي يميلون إلى تأجيل المهام والوظائف المترتبة عليهم ولكن مع ذلك هناك بعض الوسائل التي قد تساعد الأهل في جعل طفلهم يتغلب على هذه العادة السيئة منها : أولاً المراقبة ، ففي البداية، يجب أن يدرك الأهل ماهية المشكلة التي يتعاملون معها ويراقبوا طفلهم ليلاحظوا نوع التأجيل عنده، ثم عليهم أن يفكروا بما شاهدوه وأي سبب من الأسباب يمكن أن ينطبق عليه كالخلافات في المنزل مثلاً… وأوصت الدراسة ثانياً بالعطف والحنان ، فمن الناجح أن يوفر الأهل لطفلهم شيئاً من الاهتمام والرعاية وبدلاً من توبيخه يمكن محاولة معرفة حاجته وميله إلى تأجيل واجباته. ونصحت الدراسة الأهل بأن يتمثلوا القيم الجيدة في سلوكهم ويكونواً القدوة لأبنائهم ، فإذا كان أحد الأبوين يؤجل القيام ببعض الأمور، فإن الطفل سيقلده بشكل تلقائي أي أن أسلوب الحياة المتّبع في البيت هو الذي يؤثر في الطفل وتربيته بالدرجة الأولى لهذا علينا كأهل أن نكون على درجة من الوعي والاهتمام.. لكي نضمن افتتاح أفق رحب أمام أطفالنا ليتمكنوا من السير بخطوات واثقة نحو مستقبلهم الزاهر .
فدوى مقوص