الوحدة : 10-11-2021
مواهب مسرحية كثيرة التقيناها كانت كلّها توجه الشكر لأستاذها بسام سعيد.
فمن هو بسام سعيد ؟ وتساؤلات أخرى في حديثنا معه.
يعّرّف أ. سعيد عن نفسه فيقول: أنا مدرّب التمثيل فقط في فرقة أليسار المسرحية.
في عام ١٩٩٩ أسّسنا أنا والفنان نضال عديرة الفرقة مع مجموعة من الشباب الصغار وبدأ المشوار، وتوالت المواهب وتعددت المستويات ولا نزال على نفس الدرب ونفس الهمّة ولن يثنينا شيء.
– ماذا عن خلفياتك التعليمية في هذا المجال؟
خلفياتي ليست أكاديمية، في الفن وخاصة التمثيل، ليس بالضرورة أن تكون أكاديمياً، الساحة التمثيلية مليئة بأسماء نجّمت واحتلّت الصف الأول بلا أكاديميات. وتابع: أنا ابن شهيد من شهداء حرب تشرين التحريرية، درست في مدرسة أبناء الشهداء، في هذه المدرسة مسرح ضخم لا مثيل له في سورية، هذه المدرسة التي بناها القائد المؤسس حافظ الأسد تعلّم منها الأوروبيون كيفية بناء الإنسان، ففيها الثقافة والرياضة وكلّ مشارب بناء الشخص بالطريقة الأمثل.
في مدرستي هذه عرفت المسرح بعمر التسع سنوات، إذ كانت تقام المسرحيات في المدرسة بشكل دوري أسبوعي، حتى أنني كنت أحضر وأنا طفلٌ أفلام السينما عند الساعة السادسة بشكل أسبوعي.
كان يزورنا في المدرسة أهم الممثلين ليعطونا دروساً في التمثيل منهم محمود جبر، ناجي جبر (أبو عنتر)، عصام سليمان (بهلول)، عدنان مارديني وآخرون.
كنت أتابع مهرجان دمشق السينمائي وأنا لا أزال يافعاً.، كنا نقضي كل أوقات السنة في المدرسة، ونذهب لزيارة الأهل في العطلة الصيفية فقط.
كل ما تقدم خلق عندي خلفية متعلقة بتلك الأجواء، واهتماماً كبيراً في فن التمثيل.
– ولكن كيف تمكنت منه؟
كان بخضوعي لدورات تدريبية كثيرة على يد أهم المدرسين والفنانين، بدأت بخضوعي لدورات قام بها اتحاد شبيبة الثورة، تلتها دورات في معاهد خاصة في دمشق وبيروت، ولكن الفضل الأكبر ومدربي الحقيقي هو الأستاذ عدنان مارديني.
واليوم بوجود النت، صار التواصل مع الخبرات واكتساب معارف جديدة لتطوير
العمل متاحاً ومساعداً يسهل الكثير في الخطط والآلية.
– وما هي آلية العمل عندك؟
تأتي الموهبة الراغبة في تعلّم التمثيل والتي لا عمر محدد لها، ولكن الرغبة في التعلم موجودة، يريد أن يعرف كيف يكون ممثلاً، ولا إجابات لديه، وهنا تبدأ الدورة بفحص الطالب، ما هي إمكانياته، شخصيته، صوته، نطقه، ومخارج حروفه، هل يمكنه الاستمرار؟
أقوم بإرشاده وتوجيهه وأعلّمه كيف يتدرّب لوحده لساعات أمام المرآة أو أمام أهله، هناك تمارين للوجه، للجسم، للصوت، للنص، أعطيه نصاً للحفظ، أوجهه بكافة الاتجاهات ولكن البحث عليه والتعب أيضاً.
التدريب لوحده مع الفرقة لا يكفي، والموهبة لوحدها لا تكفي.
التدريب مع الموهبة والمثابرة الجدية يعطينا ممثلاً.
نحن نوفر للطالب المكان للتدريب وبعد التخرج وفرصة المشاركة في عروض التخرج أو عروض خاصة، كعروض مهرجان أليسار المخصصة لطلاب الفرقة،
ومن خلال تلك المشاركات يمكن كسر جدار الرهبة عند الطالب.
ولمنتقدينا أقول: إذا خرّجنا شباباً مسرحياً بربع موهبة ووجّهناه ليتابع مسيره الطويل هل نكون مخطئين؟
نحن في فرقة أليسار لا ندّعي أننا نخرّج نجوم صفّ أوّل وإنما نحضر جزئياً ونضيء الطريق، لنعتبرها دورات تهيئة لطلاب يريدون الدخول لأكاديميات التمثيل ويحضرون لامتحانات القبول فيها أو يختارون طريقاً خاصة بهم ولهم الحريّة بذلك .أما أحد مقاييس نجاحنا، كثيرون تخرّجوا من معهد أليسار واجتازوا امتحانات القبول الأكاديمي.
أخيراً أتمنى للحركة المسرحية في اللاذقية أن تبرهن جديّتها من خلال العمل وليس الكلام على الآخرين من قبل بعض أشخاص يحبّون الصيد في الماء العكر.
ساحة العمل تتسع للجميع .
كما أحبّ أن أشكر الأستاذ نضال عديرة رفيق الدرب وشريك العمل .
نحن مستمرّون بتعاوننا، لن نيأس مهما واجهتنا معوقات، طالما هناك مواهب شابة سنمدّ الأيادي بقوّة لمساعدة هؤلاء الشباب.
مهى الشريقي