الوحدة:8-11-2021
تلح علي، تجلدني بسياط الوقت، تطلع كلماتها من بركان أديم الرغبة من حدب كل جهات التراب، وصوب ماء اللهفات، تمطرها سحابة تشرينية، كانت منذ ذات عطش هنا وهناك، ترحل نحو صحراء مقفرة، موجعة، أضاع الغيم إليها كل الطرقات، كل الدروب، وكل نخيل الواحات، هجرتها عصافير الصحراء، تبحث عن أفياء، عن وطن لأجنحتها، عن أعشاش لأجنتها لا ترميها للثعبان، أو تلقمها للصقر، كل طيور الشوك سافرت، حلقت، وإلى هناك طارت، تحمل معها وجع الريح، وأنين ظمأ الأيام، تلفحها شمس الرمل المحرقة، تجتاز وتين الروح، تنعتق نحو الخضرة، نحو تراب جبل بماء غيث الشعر فصار تعويذة طين.
أغنية الشعر الهاربة مني، السارقة ما بقي من فرحي، رفي فوق الهدب مثل فراشة أغواها ضوء العين، أغراها، راودها عنه سراب في المقلة، فهوت عاشقة للون البحري ،ولون الزرقة الداكنة تتأهب للإمطار -ساعة خلق – يفيض بها البوح، ينبضها القلب، تطلقها الروح، حمامات بيضاء تهدي الحب للبشر، يخضوضر شجر الوجد، ويرقص نخل الصحراء، تهتف كل طيور الشوق، تدق مزاهر الفرح، بطقس المطر يهمي شآبيب بلل في قوافي قصيدتي ورويها، يحيل غبار الألم طيناً، يزهر فيه ورد النسرين طين تعويذة عمر، يورق في تشرين.
الكون ينشد جزلان:
قصيدتي تعج بالكلمات،
تمتلئ بالصور
بخفق النبض،
بآنين محموم الشهقات،
تجرجرني إليها، تغريني كحسناء،
أكتبها قصيدة،
أعاقرها ككأس من خمر دنان،
أجردها كظنوني، ظنوني،
البسها قهري،
وجعي ،الامي،
وحين تتأبى،
تتمرد، تصهل راحلة عني،
ألجمها،
أدسها في طين الخلق، والكينونة،
أكتبها، أصيرها
أغنية الحب لأحلامي،
ألونها،
أرتلها على قبر زمني الغابر،
ومسيرة أيامي،
أيا طين قصيدي،
اليوم أشكلك كما اهواها،
وكما تهواني.
خالد عارف حاج عثمان