الوحدة 5-11-2021
شاب جامعي يغادر صديقه الذي يشاركه سكنه الحياة، فيعيش الموت كمفصل من مفاصل الحياة، بحيث تتحول حياته إلى أخيلة وأشباح، ويكتشف لاحقاً أن الحدود بين الأشياء الواقع تتداعى، ويختلط فيها بالخيال، والموت بالحياة، والعقل بالجنون، حين يكتب (واتانابي)، بطل الرواية غابة أخيلته بعد عشرين سنة من حدوثها، يجد أن ما يكتبه هو ما يتذكره، وإن ما يتذكره هو ما يتمناه، هكذا يعيش تجربة المصح العقلي كأنها تراث سردي يمتد من شهرزاد حتى الجبل السحري، لتوماس مان، تلك الرواية التي تروي قصة مصحّ عقلي آخر، السرد هو الحياة، والحياة هي السرد، لكن النتيجة التي تعصف بوجوده بالفعل في هذا التداخل، إنه في انكفائه في هذه المصادفة الذاتية أضاع الحدود بين العوالم، ولم يعد يدري أين يوجد، يصطدم بهشاشة الواقع الفعلي، ويصدمنا نحن القراء معه بتداخل الحدود بين السرد والواقع، والوعي واللاوعي، هي رواية الغابة النروجية للروائي الأديب الياباني هاروكي موركامي الذي يعد من أبرز الروائيين في اليابان والعالم، إذ تُرجِمت رواياته إلى كثير من اللغات، ولازالت تحصد الكثير من الجوائز والصفحات الثقافية والأدبية الإبداعية، بحيث تعتبر كل رواية لموركامي حدثاً بحد ذاته، وتعتبر رواية الغابة النروجية من أشهر ما كتبه موركامي، رغم أن كل ما كتبه كان مميزاً ولاقى إقبالاً شديداً في الأوساط الأدبية اليابانية والعالمية.
ترجم هذه الرواية للعربية الأستاذ الأديب سعيد الغانمي.
د. رفيف هلال