الوحدة : 3-11-2021
رَسَّام الكاريكايتر العالمي.. السوري رائد خليل
فن الكاريكاتير فن حديث معاصر يشهد انفلاتات خيالية ويعيش الآن عصره الذهبي بفعل الانتشار الواسع الذي ساعد رساموه في تعزيز وجودهم بواسطة كشفهم للسلبيات وفتح الأبواب المغلقة وتأثيرهم الواضح في الناس والوصول بالمتلقي إلى الدهشة والإعجاب.
لوحة الكاريكاتير ثقافة وفن تمتاز بالتلقائية والعفوية والبوح الانفعالي والتبسيط والاختزال وكثافة الأفكار المسجلة بتقنية خاصة تكشف الجوهر وتبتعد عن المظهر بسرد بطيء مفتوح ومتوهج بكل حمولاته اللونية والشكلية والمضمونية وفي الأسلوب والعرض، حيث يأخذ فن الكاريكاتير شكلاً مغايراً في توسيع الأفق وفتح الذهن بتعابير تتجاوز كل الحدود لاقتراح تكوينات جديدة تميل إلى الدهشة وجذب المتلقي.
رسام الكاريكاتير يأخذنا إلى عالم مختلف وأفكار مكثفة بتقنياته الخاصة واختراق المظهر للطبيعة والاسترسال نحو الأفق المترامي الأطراف للتعبير عن أفكاره وردود أفعاله برمزية شديدة وأسلوب ساخر تجاه المحيط ونقل الواقع وخلفياته إلى صورة واضحة المعالم على نحو مرئي والاستغراق في رؤية ما يجري في العالم من ويلات وكوارث ومآس.
وتبسيط المشاهد والأفكار إلى الحد الذي تفهمه عامة الناس.
الفنان العالمي السوري رائد خليل صاحب تجربة رائدة تتحمل قدراً كبيراً من المناعة نتيجة تراكم الخبرة نال الكثير من الجوائز العالمية وشارك في تحكيم العديد من المهرجات الدولية، صاحب رحلة فنية وجمالية وخبرة طويلة وتجربة ذات خصوصية في الحراك الكاريكاتوري السوري والعربي، يصول ويجول في أقاليم وأقانيم ومنعرجات ودروب الكاريكاتير بتجسيد تعبيري عفوي بسيط وشهية مفتوحة على النقد والابتكار، تجربة استوعبت كل ما أفرزه فن الكاريكاتير العالمي من اتجاهات وأساليب وصيغ فنية حديثة معاصرة، يملك موهبة وثقافة وعيناً لاقطة تبدو لوحاته بسيطة في البداية لكنها بعد التأمل وتفكيك أقسامها ومركباتها وغاياتها وحواملها على طريقة السهل الممتنع الذي يحتاج إلى المزيد من التأمل والتفكير الدقيق.
نال رائد خليل الكثير من الجوائز العالمية في المهرجانات والمسابقات الدولية لفن الكاريكاتير من المغرب والصين ورومانياوكسوفو والجبل الأسود والهند وكولومبيا وجمهورية التشيك وكوريا الجنوبية والبرازيل وإيطاليا وغيرها وفاز مؤخراً بجائزة الإنجاز في المسابقة الدولية للكاريكاتير (تيتش فيرنو) في بريطانيا من بين 147 رساماً من 43دولة التي خصص موضوعها لتحدي تكنولوجيا المعلومات والعمل صوّر فيها بمفارقة شديدة الدلالة واقع التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي واستخدام رموزها في استثمار الوقت والعمل، كما أحرز مؤخراً المراكز الأول في مهرجان الكاراتون والفنون البصرية في رومانيا في دورته التاسعة بمشاركة 560 رساماً من 77دولة وتصور لوحته الفائزة العين المعلبة التي تحمل إيماءً شديد الدلالة حول مدى صلاحية ما تراه وخاصة القضايا الإنسانية الحياتية والمصيرية.
نعمان إبراهيم حميشة