الوحدة : 30-10-2021
لا شك أن استثمار مجمع الغدير الذي عانى من الهجر المزمن لأكثر من ربع قرن وترك مرتعاً للجرذان والخراب، كان خطوة ضرورية رغم عدم استكمال طوابق المبنى شاقولياً كالمخططات التي وضعت له، ورغم فشل البلديات المتعاقبة على النهوض به رغم موقعه المميز جداً..
ونستطيع اليوم أن نقول أن الاستثمار أنعش البناء وأمّن فرص عمل لكثيرين، والموقع، وسيحقق ريعاً سنوياً للمدينة يتصاعد ليصل إلى 885 مليون ليرة خلال 10 سنوات حددت للاستثمار، كما أنار الاستثمار الموقع وجعل دخوله رحلة عبر الزمن للمواطنين طيلة الصيف حيث النور والتكييف ليعودوا للواقع بعد الدفع ولحظة الخروج من المول، فيما وفرت الكهرباء الدائمة للمول ضمان صلاحية كل المواد الغذائية المتوفرة فيه وخاصة التي تحتاج للتبريد، حيث اعتمد المستثمر على مولدتين كبيرة وصغيرة وضعهما من الجهة الخلفية الشرقية للمدخل، كل هذا جيد وممتاز، ولكن هذا لم يمنع الأهالي في الأبنية المجاورة والمواجهة للمولدات من تسجيل تعبهم طيلة الصيف من صوت المولدات ودخانها الذي حرمهم من الراحة والنوم وفتح النوافذ وشم الهواء النظيف والجلوس على شرفاتهم، كما حرم إشغال المولدات للرصيف الشرقي الصغار والكبار من المشي عليه، ويقول الأهالي الذين اشتكوا لنا: نغصت هذه المولدات أيامنا وليالينا بالصوت والدخان والرائحة وخاصة لمن لديه حساسية صدرية وربو، لتأتي كورونا وتزيد الأمر سوءاً حيث يكاد لا يخلو بيت أو بناية من إصابة أو أكثر، وحاولنا بشكل فردي وأكثر من مرة التقدم بشكوى لمجلس المدينة ولكن دون حل يذكر، ما جعلنا نتوجه لتقديم معروض جماعي بداية الشهر الثامن ولكن تمت المماطلة بالرد على معروضنا لأكثر من شهر، وجاء الرد أخيراً بالتوجيه بإجراء الصيانة وتركيب الكواتم للمستثمر، ولكن الحل لم يجد نفعاً، وبإمكان أي عابر أن يتوقف على الرصيف المقابل للمولدات لمشاهدة الواقع الذي أرق علينا فرحتنا باستثمار المبنى الذي عايشنا هجرانه واهتراءه طيلة السنوات الماضية، لتستمر معاناتنا ، وطالما أننا نعايش انقطاع كهرباء مستمر وواقع المولدات طويل الأمد، والبلدية قد استجابت سابقاً للكثير من شكاوى المواطنين حول الموتورات الكهربائية الصغيرة والكبيرة كما تم تغيير عدة مواقع لمولدات مع ضمان عدم إزعاجها للجوار، فلماذا لم تحل مشكلتنا ولماذا لم يتم اعتماد توصية دائرة الأملاك في البلدية في كتابها الموجه بتاريخ 16/8 لدائرة المهن والشؤون الصحية للمتابعة حسب العائدية كونها الجهة المانحة للترخيص الصحي، والتي أشارت بأنه يمكن وضع المولدات في القبو لوجود غرف فارغة فيه ومخصصة للمعدات الخاصة بالبناء لقاء بدل إشغال ، فيما اعتمد كتاب البيئة الموجه لمحافظ طرطوس والذي وصف الواقع بأنه يوجد في الجهة الشرقية للمول مولدتين على الرصيف العائد للمول وهما عبارة عن محرك المولدة موضوع ضمن هيكل من المعدن، والمدخنة موصولة بأنبوب بارتفاع 3م ، وبقياس مستوى الضجيج أسفل البناء العائد لأصحاب الشكوى مقابل المول وعلى مسافة 20م عن المول بينت نتائج القياس ارتفاع مستوى الضجيج عن الحد المسموح به وفق المواصفات القياسية السورية، وبناء عليه اقترحت البيئة بالتوجيه لمدينة طرطوس لمخاطبة المستثمر بضرورة تكتيم المولدتين بشكل يخفف الضجيج إلى الحد المسموح به وفق المواصفات القياسية السورية وإجراء الصيانة الدورية المستمرة للمولدتين ، نعود للأهالي الذين أشاروا إلى استياءهم من استمرار معاناتهم ، لافتين لوجود حلول عديدة متاحة قادرة أن تخفف من معاناتهم إما عبر وضع المولدات على السطح من الجهة الشمالية أو الغربية لبعدها عن الأبنية، أو تخصيص حيز من القبو في الجهة الغربية وتخصيص بدل مناسب لذلك من البلدية بدل إشغال الرصيف ، خاصة وأن القبو مخصص بمكان للمولدات ولا يؤثر على استثماره، وأمل الأهالي أن يتم التجاوب مع شكواهم التي أوصلوها عبرنا، عل صوتهم يصل للمعنيين من جديد كون مشكلتهم لم تحل لغاية هذا التاريخ.
رنا الحمدان