الوحدة 30-10-2021
مع اقتراب نهاية الشهر الوردي (الشهر العالمي للتوعية ضدّ سرطان الثّدي)، ننوّه بالجهود الكبيرة التي بذلتها مختلف الفعاليات والجهات العامة والخاصّة بهدف نشر التوعية بمخاطر وعواقب الإهمال، وضرورة الكشف المبكّر عن سرطان الثدي، ومن بين هذه الجهات الجمعية السورية الخيرية لأورام الثّدي، التي قامت بجهود كبيرة ومميزة على مدار الشهر، كان آخرها عرض فقرة فنية ثقافية بعنوان: (حُفرة وردية)، وذلك على مدار يومين متتالين في خشبة مسرح دار الأسد للثقافة باللاذقية، من تأليف مرغريت جمل، وإخراج جعفر درويش، وإشراف هنادي دعاس.
شارك فيها تمثيلاً: عبد الرحمن بلاش، محمد جلقمة، يوسف حيدر، علي الضرف، نور خضور، أسرار ساعي، جويل العجي، عمار جمول، وتانيا الدكر.
ورقصاً: عبد زنجي، نايا أفندي، لين غفر، ورهف أسد.
وبمشاركة الأطفال: دنيا مجبور، لونا مجبور، سحر خباز، وسيرين خباز.
مؤلّفة النصّ المسرحي الأديبة المحامية مرغريت جمل، وفي تصريح خاصّ بصحيفة الوحدة تحدثت عن (حفرة وردية) قائلةً:
كتبت نصّ مسرحية حفرة وردية بمناسبة الشهر الوردي الخاص بتوعية المرأة للكشف الدوري على مرض السرطان وبرعاية الجمعية السورية الخيرية لأورام الثّدي.
أردتُ أن أوصل رسالة من خلاله مفادها أن مرض السرطان لا يستبيح الجسد فقط فقد يغزو الفكر.. والمشاعر.. والأحاسيس.. والأحلام.. ويُبقي الإنسان في حالة من العجز السقيم، مشلول الإرادة، محاطاً بالأغلال غير قادر على المضي قُدماً…
النص يبدأ بمجموعة من الشبان يجدون أنفسهم في غرفة مظلمة حيث يقوم الجوكر بحبسهم والإغلاق عليهم (الجوكر هو السرطان والخوف وكل المشاعر السلبية التي تشلّ أحلام الإنسان)، بعدها يبدأ الشبان بالتفكير بطريقة للخروج، وعندما يعتريهم اليأس يلعبون لعبة الصراحة وكل منهم يبدأ بالتعبير عمّا يخيفه…
الموت.. المستقبل.. المرض.. الوحدة.. التنمر.. شكلوا هواجس الشبان، ودار النقاش والحوار بينهم حتى توصلوا إلى المعنى العميق للحياة.. أن المستقبل ليس له وقت والماضي لم يعد له وجود، وأنه على الإنسان أن يتمسك باللحظة وأن الموت بوابة عبور إلى عالم من نور ورحمة.
في نهاية المسرحية تحرر الجميع من مخاوفهم وخرجوا من الغرفة المظلمة بعد أن قتلوا الجوكر، ليكتشف المُشاهد أن هذه الشخصيات كانت في خيال الكاتبة التي تروي قصة حياتها وصراعها مع المرض.
وأسميتها (حفرة وردية) لأن الإنسان عليه أن يحفر بداخله كي يفهم نفسه ليتحرر من مخاوفه، ويخرج إلى عالم وردي جميل.
وأشارت الأديبة مرغريت إلى مشاركة مجموعة من الشباب والأطفال في التمثيل، وأيضاً مشاركة فتاتين من الجمعية.
ولفتت إلى الإقبال والحضور الكبيرين للمسرحية، رغم الوضع الصحي الذي تمرّ به مدينة اللاذقية.
ريم جبيلي