حضور مشرق للقصة في مهرجان الأدباء الشباب.. ومشاركة للمسرح

الوحدة: 28- 10- 2021

 

من الجميل استمرار مهرجان الأدباء الشباب ودعمه من قبل فرع اتحاد الكتاب العرب باللاذقية, والأجمل مشاركة شباب وشابات يطمحون لخط مستقبلهم الأدبي بارتقائهم الدرجات الأولى لعالم الأدب وقد تألق المشاركون في هذه الدورة بنتاجهم الأدبي وسط إعجاب الحضور الذي ملأ صالة مقر الفرع..

في مادتنا الآتية نسلط الضوء على المشاركات القصصية الفائزة, وعلى تقرير لجنة القصة المؤلفة من الأساتذة الكتاب: عبد الكريم الخير، ربى منصور، آمال حورية التي ألقت التقرير حيث شاركت عشر قصص قصيرة في المسابقة, وهذه القصص بمجملها متأثرة بواقع الحرب والأزمة التي تمر بها سورية, وما نجم عنها من صراع داخلي في النفوس بين قيم الخير والشر, إضافة إلى ذلك الإعاقات البدنية والفكرية ولكن ثمة أمل ينتصر في النهاية وكان التمايز فيما بين القصص يعود لجودة اللغة والاسلوب والصياغة, والبعد عن الركاكة والإطالة. وقد منحت الجوائز الأولى الثلاث على الشكل الآتي:

الجائزة الأولى: قصة (حافي القدمين) للأديبة الشابة ريم برهوم لتميزها بالفكرة والسرد.

الجائزة الثانية: مناصفة بين قصة (طبيب حتى النهاية) للأديبة الشابة جلنار سليمة, وقصة (على قارعة الطريق) للأديب الشاب أسامة إبراهيم.

الجائز الثالثة: قصة (إله وحيد) للأديبة الشابة ماريا مرتكوش.

 

من قصة حافي القدمين المقطع الآتي: كطفل أخرق اعتدت على المشي حافي القدمين في ضواحي قريتنا. أمي تهدد بثقب ساقي من الأسفل إن لم أنته من فعل ذلك, لم أتوقف عن فعل ذلك ليس لشيء, فقط لأني لا أملك حذاءً مناسباً.

كنت أفضل تهديدات أمي على سخرية الأولاد في الشارع, وأبي يضحك, نعم لا ضير أن يكون من نسل ابن المقفع كطفل لم يتعدى العاشرة من عمره لم أكن أعرف من هو هذا المقفع, حتى كل ما فهمته أن لهذه التسمية علاقة مع كتبه التي يفوق عددها عدد أغراض منزلنا المتهالك وأسأل نفسي ترى متى سيكف أبي عن استحضار شخصيات الأدب والتاريخ ولصقها بي ليته يجلب لي أثواباً بعدد الأسماء التي التصقت بجسدي أو طعاماً بقدر ما يتكلم عن الشعوب وعاداتهم أو أوراقاً نقدية بقدر أوراق الكتب التي يقلبها كل يوم.

 

ومن قصة طبيب حتى النهاية نقرأ: ركب سيارته وذهب باتجاه العاصمة ركنها جانباً ودخل المدينة القديمة سيراً على الأقدام, أي تعويذة في هذا المكان وأي سحر يجعلك تشعر أنك سكنت هنا يوماً ما! المدن كالنساء يبرزن مفاتنهن ويحاولن جذبك إليهن والإيقاع بك, إلا دمشق فهي تشعرك أنك الحبيب العائد بعد غياب, تحيك لك ذاكرة وماض منذ الزيارة الأولى, وتورطك في حبها بلحظات.

من قصة إله وحيد الأسطر التالية: جثوت على ركبتي وبيدي الماهرتين بدأت أرص الصفوف الشاقولية تتوالى واحداً تلو الآخر, والشكل الثلاثي الأبعاد يعلو أكثر فأكثر وكلما أنهيت صفاً انتقلت إلى الصف الذي يليه بخفة ومهارة لم أرغب أن أستريح قبل إنجاز ما يرضيني. وقد كان في المهرجان مشاركة لأبي الفنون حيث نالت الأديبة الشابة حلا جديد الجائزة الثالثة بينما حجبت الجائزتان الأولى والثانية.

 

وقد تألفت لجنة المسرح من رئيس فرع اتحاد الكتاب باللاذقية الدكتور: محمد بصل والأديب د. حمدي موصللي وأشار د. محمد إلى أن النص المسرحي له طبيعة ولغة خاصة به, ويقوم على دعامتين أساسيتين هما: الحوار والموضحات الإخراجية فالحوار يجب أن يكون مكثفاً, والصمت ممنوع والوصف ممنوع. فكيف بإمكان الكاتب أن يحمل هواجسه وأفكاره وانطباعاته دون أن يوصّف.

رفيدة يونس أحمد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار