ظاهرة الملتقيات الثقافية…

الوحدة:28-10-2021

تتباين الآراء حول ظاهرة الملتقيات الأدبية التي شهدت انتشاراً واسعاً خلال هذه الفترة، ولوَّنت المشهد الثقافي السوري بألوان زادت من ألقه وجماله، فثمة من يرى فيها حالة إيجابية، وعاملاً مساعداً لانتشار الثقافة أفقياً وعمودياً، بحيث تنزلها من بروجها العالية إلى مستوى القاعدة الشعبية التي هي غاية الثقافة النظيفة ورسالتها النبيلة، فالثقافة قبل كل شيء هي هوية شعب وملامح أمة، من هنا ربما تتأتى أهميتها وضرورة التعاطي مع قضاياها بشكل جدي ومنهجي، وهي: أي الثقافة، الصراط الذي يصل بها في نهاية المطاف إلى تحقيق غاياتها الإنسانية والحضارية، بما يحقق لشعوب هذه الأمم مزيداً من التطور والتقدُّم والحياة الأفضل، وهناك من يجد في هذه الملتقيات فقاعات صوتية ترتدي الثقافة لبوساً خادعاً لها، لتحقيق غايات غير نبيلة، أو بعيدة كل البعد عن رسالتها الثقافية والفكرية والإبداعية، وهنا لابد من القول: إن هذه الملتقيات وفرت ربما منابر عجزت عن توفيرها المؤسسات الثقافية الرسمية، على أهمية هذه المؤسسات، أو أنها لم تستوعب كل المواهب والأقلام والأصوات الناشطة في هذا الحقل، إضافة إلى أنها وسعت القاعدة الشعبية لها، من هنا نرى أهمية هذه الملتقيات بإيجابياتها وسلبياتها، مع الانتباه إلى ضرورة تنظيمها، وضبط حركتها، وقوننة تواجدها، ووضع معايير وضوابط لممارسة مهامها، فمن غير المنطقي، على سبيل المثال أن يدير أحد الملتقيات الأدبية رجل جاهل، أو أنه لا يوجد لديه أي إصدار واحد في الشعر، أو القصة، أو الرواية، أو المسرح، أو سوى ذلك، فالأولى بمن يدير مثل هذه المؤسسات أن يكون قدوة ومثالاً لبقية أعضائه، ورغم وجود العديد من الملاحظات على ظاهرة الملتقيات هذه، فإن ذلك لا يضعف أهميتها أو الدور الذي تؤديه على الساحة الثقافية السورية المحلية، كرديف مهم وحقيقي لبقية المؤسسات الثقافية الرسمية.

د. رفيف هلال

تصفح المزيد..
آخر الأخبار