الوحدة 26-10-2021
عن سلسلة- أعلام ومبدعون- السلسلة الشهرية الموجهة لليافعة بإشراف الهيئة العامة السورية للكتاب صدر كتاب بعنوان (دلال حاتم) سلّط فيه مؤلفه الشاعر قحطان بيرقدار الضوء على حياة الأديبة والروائية التي تعتبر قامة عالية من قامات الأدب والقصة الموجهة للأطفال، إنها الأديبة الراحلة دلال حاتم التي ساهمت في إرساء دعائم الأدب الطفلي بقصصها الموجهة والهادفة والتي استقطبت أطفالنا بقيمها التربوية واتجاهاتها السلوكية، حيث كانت تعول الكثير على القصة وأساليبها في تربية الأطفال وتنشئتهم وتوجيههم لما للقصة من قوة تأثير على سامعيها سلباً أو إيجاباً بحسب نوعية القصة والهدف منها، حيث يتساوى الكبار والصغار في ميلهم الفطري لحب القصة والتأثر بها.
في البداية، ركز المؤلف على السيرة الذاتية للكاتبة الراحلة وذكر أهم المحطات في حياتها العملية وجاء في الكتاب: ولدت دلال حاتم في دمشق عام 1931، وحصلت على إجازة في الآداب من جامعة دمشق، وتزوجت الشاعر علي الجندي، ورحلت عن عالمنا في أيلول عام 2008 عن عمر ناهز 77 عاماً.
عملت دلال حاتم في مديريات وزارة الثقافة السورية، في محو الأمية، ومجلة المعرفة، وفي نهاية الستينات أسهمت في إصدار مجلة المرأة العربية في دمشق، وعملت سكرتيرة تحرير فيها مدة ثلاث سنوات.
في بداية السبعينات تم تعيينها سكرتيرة تحرير مجلة أسامة الموجهة للأطفال، ثم انتقلت للعمل في وكالة سانا، وفي منتصف السبعينيات عادت لتستلم منصب رئيسة تحرير مجلة أسامة وبقيت فيها حتى عام 2000.
أعدت الكثير من المسلسلات الإذاعية للأطفال، وألفت مسرحيتين لمسرح العرائس، وهي عضو في اتحاد الكتّاب العرب في سورية.
في عام 1984 حازت على جائزة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم عن قصتها التي حملت العنوان التالي: حدث في يوم ربيعي.
أما عن بدايات الكاتبة دلال حاتم في الإبداع، فقد دون المؤلف أنها عندما كانت في الصف الأول الإعدادي حين طلب الأستاذ منها كتابة موضوع تعبير، لكنها كتبت له قصة، وكانت هذه هي البداية، حيث أنه تنبأ لها بأنها ستكون كاتبة، أما في النشر، وعندما دخلت الجامعة في خمسينيات القرن الماضي، كتبت في مجلة الجندي، وفي الصحف اليومية، حتى استقر بها المقام عند المرحوم الأستاذ فؤاد الشايب، وكان رئيس تحرير مجلة المعرفة، ومن خلالها خبرت الكتابة.
وعن أهم القضايا الاجتماعية التي اهتمت بها الكاتبة الراحلة، ذكر المؤلف أنها ركزت على قضايا المرأة بوصفها الشريحة الأساسية للتكوين الإنساني الذي تنتمي إليه الكاتبة، ولا تقف رواياتها عند حدود التلميح، بل هو التصريح في حد ذاته، لواقع يحتّم على المرأة السورية والعربية تغييره على حد سواء.
وعن الجانب الأهم في المسيرة الإبداعية للكاتبة دلال حاتم، فقد رأى المؤلف أن كتاباتها للأطفال ارتبطت بمزاج خاص، فهي لا تفضّل أن تكتب لهم إلا وهي في حالة من الفرح والأمل، ففي هذه الحالة تنظر إلى الحياة بمنظار غير منظار الكبار الذين تكتب لهم وهي في حالة قلق وتوتر، وذكر أنها لم تكن يوماً راضية عن حال أدب الأطفال، وكانت نظرتها أبعد من مجرد نشر أعمال قصصية موجهة إليهم، فقد كانت ترى أن عليها أن تسعى لإقامة مؤسسة مختصة بكل ما يتصل بالأطفال وعالمهم، ذات نظام وموازنة وفريق من الخبراء في التربية والأدب والفن، لإنقاذ الأطفال من الظلم الواقع عليهم، كمشكلات التشرد بسبب الفقر، وانفصال الأبوين، وهذا ما شكّل دافعاً لها إلى تقديم القصص والكتب الأجمل والأفضل، وقد تركت في هذا المجال عدداً كبيراً من المجموعات القصصية الشائقة والمفيدة، وكانت تركز على ضرورة مراقبة القصص المترجمة للأطفال وفي رأيها أن هذه القصص كتبت لأطفال غير أطفالنا، وبيئة غير بيئتنا، لكنها في الوقت ذاته ترى أن ما يترجم من حكايات الشعوب لا بأس به، فليتعرف أطفالنا على الآخر، لكن برقابة.
كما تناول المؤلف قحطان بيرقدار إبداع الكاتبة الراحلة فيما يتعلق أيضاً بالقصص التي كتبتها للطفل، إضافة إلى ما كانت تلح عليه باستمرار حول ما يتعلق بالرسوم المتحركة وتتساءل: لماذا لا يرسم ويكتب رسامون وكتاب عرب قصص وسيناريو الرسوم المتحركة بدلاً من الاعتماد فقط على الرسوم المتحركة الأجنبية.
الجدير بالذكر أن الكتاب ضم الكثير من الجوانب المهمة للأديبة والروائية السورية دلال حاتم كما تضمن بعضاً من مؤلفاتها وشهادات تتحدث عن تجربتها لكل من: وائل بدر الدين وخالد جمعة ونهلة السوسو، اعترافاً بفضلها على الأدب الموجه إلى الطفل خصوصاً مشيرين إلى رحلة عطاء طويلة قدمت خلالها إبداعاً متميزاً أسس لمرحلة جديدة في أدب الأطفال.
فدوى مقوص