الوحدة : 16-10-2021
بعد تكاليف الطبابة تأتي الصيانة في ترتيب الرعب لدى المواطن وربما يجد البعض جزءاً من الطبابة المجانية أو قد يحصلون عليها بأجر رمزي، وقد تتحمل شركات التأمين جزءاً من تكاليف العلاج إلا أن تكاليف الصيانة لا أحد يساهم في تحمل جزء منها، وباتت أسعارها لا طاقة للمواطن بتحملها وتحديداً ذوي الدخل المحدود.
تقول السيدة ليلى يوسف إنها وزوجها يعملان لدى القطاع العام براتب لا يصل إلى مئة ألف ليرة سورية ودفعت لقاء صيانة عطل بسيط هو مجرد تسرب الغاز من البراد مبلغ ٣٠٠ ألف ليرة سورية.
أبو محمد يقول: عطل كنت أظنه بسيطاً في الغسالة كلفني ٤٠٠ ألف ليرة سورية وأضاف: يبدو أن مختصي الصيانة خارج نطاق المحاسبة أو أنهم يحددون قيمة الأجرة وفقاً لسعر القطعة التي يعملون على إصلاحها حيث يبادرك بالقول: هل تعلم ما ثمنها في السوق؟ وكأنه يريد أن يشاركني بها.
البعض يتعذر بارتفاع أسعار قطع الغيار لزوم الصيانة، حيث لفت سعيد عبود أن سوق قطع الغيار يشهد حالة من عدم الاستقرار في الأسعار، إذ تختلف سعر القطعة بين الصباح والمساء وبين محل وآخر.
وأكد لنا عدد من أصحاب المحال المخصصة لبيع قطع الغيار على اختلاف أنواعها أنهم يعملون بالوكالة، أي أنهم يأخذون عدداً معيناً من القطع من الموردين ويقومون ببيعها وفق التسعيرة التي يحددها المورد، لافتين إلى أنهم يقومون بالاتصال بالموّرد عند بيع كل قطعة لمعرفة التسعيرة الجديدة والتي تتغير بتغير سعر الصرف، وأحياناً يتم بيع القطعة وبعد عشر دقائق يتغير سعرها.
إلى هنا ولم نتحدث عن أجور صيانة السيارات وغلاء أسعار قطعها ربما لأنها قد لا تعد قضية عامة وإن كان أصحاب سيارات الأجرة يعانون أيما معاناة جراء هذه الظاهرة، ولكننا نتحدث عن صيانة قطع أساسية في المنزل كما لم نقترب من أسعار البطاريات و مستلزمات الإنارة والتدفئة، ويكفي أن نشير إلى أعطال الطباخات الليزرية التي ملأت الأسواق، واتجه العدد الأكبر لشرائها رغم ارتفاع ثمنها هرباً من عدم توفر الغاز المنزلي، ولكن أعطال هذه الطباخات سريعة وكثيرة وأجور صيانتها مرتفع جداً، ناهيك عن عدم توفر قطع الغيار ومستلزمات الصيانة حسب ما أشار الفني أكوب ساركو.
وعند سؤاله حول أسباب ارتفاع تكاليف الصيانة وقطع الغيار؟ أوضح أن
السبب الرئيسي لارتفاع أسعارها هو الحصار الاقتصادي، وارتفاع تكاليف النقل، وبيّن أن الزبون يغضب لغلاء القطع، لكن لسنا السبب، فإن قمنا ببيع قطعة معينة بالسعر القديم نعود لنشتري القطعة ذاتها من التاجر الذي يجلب القطع من الصين أو كوريا للبلد بسعر أغلى.
هلال لالا