الوحدة : 18-9-2021
ينشرون النفايات الفكرية فيلوثونَ سمعنا، أفكارنا، منصاتنا، مجتمعنا بسمومهم، هذه النفايات الفكرية أشدُ خطراً على المجتمع من النفايات الموجودة في البيئة.
فالنفاياتُ الموجودةُ في الشوارع تنشرُ الأمراضَ بين البشر وتتسربُ لمياه الشربِ وتؤثر على الكائناتِ الحية والنباتات.
بينما النفايات الفكرية تثير الفتنةَ والتطرفَ والطائفيةَ في المجتمع، وتنشر الأحقادَ المؤدية للأذى النفسي والجسدي، وقد تصل إلى التحريض على الجريمة.
هؤلاء الاشخاص موجودون في حياتنا اليومية، فهم متشبثونَ بآرائهم المتطرفة وأفكارهم البالية، يتهكمونَ على من يختلف عنهم في وجهاتِ النظرِ.
الحّدُ من النفايات البيئية بمحاولة إلزام المواطنين برمي القمامة في أماكنها المخصصة عبر القوانين الرادعة وكاميرات المراقبة وزيادة عدد عمال النظافة ليغطوا كامل محافظتنا، وإن كانَ عددهم على الورق يغطي مساحة عدة محافظات.
تلكَ المحاولات تشابه محاولات الحد من النفايات الفكرية، وإن كانت المحاولة الثانية أشد صعوبة، لأنَ أصحاب النفايات الفكرية لا نستطيعُ الحد من عددهم، لأنهم باتوا ينتشرون على منصاتِ التواصل الاجتماعي، ينشئون حساباتٍ وهمية، فينتشرُ اسمٌ لإعلامي مغمور، وآخر لا يملكُ أكاديمياً ما يؤهلهُ لصفةِ الإعلامي، فيبرزُ لفترةٍ في بحثهِ عن الإثارة والشهرة ثمَ ينضوي بريقهُ، تلكَ الشهرةُ الرخيصةُ سببها أعداد المتابعين من (فئة الساذجين)، وفي كثيرٍ من الأحيانِ تكون تلك الأقلامُ مأجورةً ولتصفية الحسابات الشخصية نتيجة الشعور بالدونية، والمغني بكلماته الرديئة ومعانيها السطحية، ينشرُ السفاهة والانحلال بين الأجيال، ونهبُ شهادةٍ غيرُ معترفٍ بها، والعملُ بها بثقةٍ يدعو للاستغرابِ، مخلفاً بذلك خراباً لا تحمد عقباهُ على المدى الطويلِ، وذلكَ دليلٌ على عدمِ تفعيلِ القوانينِ الرادعةِ، وتشجيعُ كاتبٍ فاشلٍ على حسابِ كاتبٍ حقيقي عيبهُ التكلمُ بوضوح، هوَ نشرٌ للجهلِ والنفاق.
النفاياتُ البيئية تؤثرُ على صحةِ الإنسان، حيثُ أنها تتفاعلُ مع عناصرِ البيئةِ، وتّكونُ أبخرة ذات طابعٍ سامٍ، تؤدي لأمراضٍ خطيرة علاجها صعبٌ، ومثالٌ على ذلكَ عمليةُ حرقِ النفايات في المكبات المنتشرة قرب الأبنية السكنية في محافظتنا، تلك الممارسات الخطيرة تؤدي لانتشار المركبات العضوية والكيماويات المرتبطة بنشرِ أخطر الأمراض الصعبة العلاج، إضافة لعوادم السيارات وأبخرتها الضارة.
والمنشورات المسيئة تنتج جراءَ تفاعلِ الجمهور الباحث عن الفضائح والمعارك اللا أخلاقية بفعل الملل والانزواءِ لتحكم الفضول الغرائزي، تُنتجُ بهذا التفاعل تخريباً ممنهجاً لقيم المجتمع وهدرٍ لطاقاتهِ، وتشجيعاً للكذب والسطحيةِ الفكريةٍ وظُلماً للآخرين, ولابدَ من التصدي بشكلٍ جذري، لكافةِ أنواعِ النفاياتِ.
تيماء عزيز نصّار