العدد: 9313
الأحد: 17-3-2019
اختتمت فعاليات الملتقى المعرفي الثالث للأكاديميين السوريين يوم الخميس الفائت, والذي أقامته مديرية ثقافة طرطوس برعاية وزارة الثقافة على مدرج المركز الثقافي, وبمشاركة مجموعة هامة من دكاترة الجامعات السورية على مدى خمسة أيام متتالية.
الإنتاج المعرفي وسوق العمل والجامعة والبحث العلمي, والثقافة, والهوية, والبيئة, وحركة التطور الاجتماعي، عناوين هامة لعدة جلسات في الملتقى الذي جاء تحت عنوان (الجامعة والمجتمع).
في جلسة عن مخرجات التعليم العالي وعناصره, والإنتاج المعرفي أكد الدكتور أديب برهوم عميد كلية السياحة في طرطوس أهمية التواصل والعمل بروح الفريق الواحد, والتفكير الإيجابي والانتماء إلى المؤسسة, وربط الجامعة بالمجتمع بالتنسيق بين الجامعة وسوق العمل, وأعلن عقد اتفاقية بين جامعة طرطوس وغرفة السياحة للتشبيك بينهما, وتقديم ما يحتاجون من مهارات وخبرات وقال: طلابنا يعملون لديهم.
الدكتور علي أحمد نائب رئيس جامعة طرطوس قدم سمات البحث العلمي, والاقتصاد المعرفي في إعادة هيكلية التعليم وربط الجامعة بالمجتمع, مصداقية وثقة بين الجامعة والمجتمع حيث الفجوة موجودة حتى اليوم بينهما, والأبحاث الجامعية غير مستثمرة, وأكد توقيع اتفاقية مع نقابة المهندسين, ونشاطات مشتركة في هذا المجال مع مختلف الشركات والمعامل, وتحدث عن الحاجة لتحديث موقع الجامعة الالكتروني، والتطوير في معظم المجالات وأهمها تعليم اللغة الانكليزية وضرورة الحكومة الالكترونية التي تحارب الفساد في العالم.
وفي جلسة أخرى أكد أن البحث العلمي هو العمود الفقري للدخل الوطني, ودور الجامعة أساسي في تأمين البنية ومتطلبات الباحثين والسعي في جامعة طرطوس الفتية لتحقيق ما هو مطلوب وواجب, وأن نماذج من خريجي الجامعات السورية في العالم يقدمون صورة مشرقة عن التعليم في سورية.
الدكتور غسان إبراهيم أستاذ الاقتصاد في جامعة دمشق قال : إن السوق الثقافي تعبير عن قوى ومنافع وإرادات, وفيه ملايين العوامل التي تشكل العرض والطلب, وأكد اختلافه بين الدول النامية والمتطورة حيث السوق المشوهة غير الناضجة ولا وجود لقانون العرض والطلب في الأسواق النامية, ولا منافسة ولا رغبات للمستهلكين، مؤكداً أن السوق سياسية, مستعرضاً مكونات سوق العمل المحايدة المستقلة ومعدل الأجور الحقيقة.
وعن الواقع السوري, وحسب التقارير الرسمية للإنتاج المعرفي وسوق العمل قال:
بنية سوق العمل لدينا 65 بالمئة هم من حملة الإعدادية وما دون, ونسبة الجامعيين فيه أقل من 8 بالمئة فقط، ويعيد الأسباب للرواتب وأصحاب رأس المال الذين يحققون ما يريدون بأرخص الأسعار، فمعدل الربح لدينا أسطوري حيث يربح رب العمل بالسلعة ثلاثة أضعاف, وأن بنية السوق لدينا مشوهة ولا وجود لسوق نموذجية أو كاملة، هي سوق مقيدة ولا يستفاد من ربط الجامعة بالمجتمع في ظل هذه الظروف، وفي مثال قال: في مرفأ طرطوس 3800 عامل بينهم 700 مهندس، بعضهم يقوم بدور لا يتعلق بعمله كمهندس حيث لا مسابقات لاختصاصاتهم لكن العقود وحسب القانون يتم توظيفهم.
الدكتور وائل سعيد أستاذ التربية في جامعة حماة أكد أن الإدارة العامة قادرة على تحفيز سوق القطاع الخاص لتلبية احتياجات السوق كماً ونوعاً، وتحدث عن تطوير الوظيفة العامة كبيئة مفتوحة ليصبح الموظف مطالباً بالإبداع, وتطوير المشاريع الخاصة الصغيرة والمتناهية الصغر, وتفعيل دور وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل التي تحتاج اليوم إلى مهندسين وأياد عاملة في إطار إعادة الإعمار, وأنه على أصحاب القرار تحفيز القطاع الخاص وسوق العمل للتحرك والإنتاج، حيث توجد قلة في اليد العاملة الماهرة, والمدربة بشكل جيد في سورية.
الدكتورة ميساء عبد القادر من كلية الآداب – جامعة طرطوس تحدثت عن تصنيفات للجامعات في العالم وأكدت: لا وجود للجامعة السورية فيها, واستعرضت الدكتورة خديجة حسين من جامعة طرطوس المشاكل والحلول للبحث العلمي لزيادة الإنتاج وتحقيق الاستقلال الأمثل للموارد, وتحدثت عن تردي واقع البحث العلمي في الدول العربية مؤكدة أن دول النفط هي الأقل إنفاقاً على البحث العلمي مطالبة بتطوير أساليب التعليم وانشاء مؤسسات خاصة بالبحث العلمي.
الدكتور جبران عاقل من كلية التربية بطرطوس أكد ضرورة تفعيل الجانب النفسي والتربوي بالاعتماد على الأبحاث التربوية والنفسية القيمة المكدسة في المكتبات, وضرورة ربط الأبحاث بالمشاكل الاجتماعية واستحداث ميزانية خاصة بالبحث العلمي وأهمية تطوير النشر الالكتروني, معلناً أن جامعة طرطوس عقدت مجموعة من الاتفاقيات مع الجامعات الأخرى. العديد من المواضيع والعناوين تم طرحها خلال الملتقى حول تاريخ الهوية السورية والحضارات المتعددة في منطقتنا قدمها الدكتور باسم جبور, وعن الفكر العربي والهوية, قدمت الدكتورة سهام كامل ونوس المحاضرة في الجامعة اللبنانية محوراً هاماً تحدثت من خلاله عن النخب العربية في الفكر, وتحدث الدكتور صلاح صالح من جامعة تشرين عن العلاقة بين الثقافة والهوية. شارك في الملتقى عدد هام من دكاترة الجامعة السورية, قدموا أفكاراً هامة وأبحاثاً في الملتقى الذي تحول إلى مشروع عمل, نقلنا بعضاً منه في هذه الفسحة, وباختصار، كما الحضور المختصر على القائمين على الملتقى, وعدد من المهتمين من جامعة طرطوس ومن المثقفين في المحافظة.
سعاد سليمان