أخلاقنا بين النظريــة والواقـــع

العدد: 9313

الأحد-17-3-2019

 

 

يقول الشاعر: إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
تنامت في عصرنا الراهن في مجتمعاتنا الكثير من المشكلات ومظاهر الفوضى والفساد والجريمة حتى باتت مشكلات يستعصي حلها في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، الأمر الذي يجب أن يدفعنا للبحث عميقاً في أسبابها قبل نتائجها، وأجزم أن أزمتنا الأخلاقية هي التي تقف وراء كل أمراضنا تلك.
إن المتتبع لواقع مجتمعاتنا يلاحظ بشكل لا يترك مجالاً للشك، في أننا نعاني من التناقض الكبير بين ما ندعي الإيمان به وننظّر له ونتفاخر به في أحاديثنا وخطاباتنا ووسائل إعلامنا من أخلاق كريمة وصفات نبيلة حتى يكاد السامع يظن أننا مجتمع من الأنبياء والأولياء وبلادنا هي المدينة الفاضلة.
ولكننا حين نقيّم الممارسات والسلوكيات ندرك تماماً كم نعيش في مأزق.
جميعنا ينبذ الطائفية والعرقية والتطرف والفساد والكذب والخداع و. . . وفي الواقع أغلبنا ولا أدعي أني لست منهم يمارسها بشكل أو آخر.
مدارسنا وجوامعنا وكنائسنا ووسائل إعلامنا المختلفة تزرع في نفوس أطفالنا تقديس (الأنا) بدلاً من أن تركز على إقامة نوع من التوازن بين الذات والآخر لتعزيز قيم معاملة الغير وزرع بذور التعاون والتعايش والتفاهم وتكريس هذه القيم في السلوك الاجتماعي.
وحده نقل القيم الأخلاقية من النظرية إلى التطبيق هو الكفيل بحّل معظم مشاكل مجتمعاتنا.

أحمد محمد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار