ســــبع وَرقــــات

العدد: 9313

الأحد-17-3-2019

 

 

سألني ذات يوم هل تغارُ منك الدنيا ؟ وهل فاتنا موسم الحبِ حين تشابهت تقاويم شهورنا؟ وكل هذه الأوردة الزرقاء تنبض تحت جلدتي، أحتاجُ أن أمسكَ الزمن بيدي وأتلاعبُ بالتقاويم، أغيّرُ أطاليس الخرائطِ، أقارب بين المدن في شوارع قلبي حتى تقتادني الأحداثُ كما في آخرِ حزنٍ لأحصي عرش حسادي، أزفّني عروساً مع كلِّ مطلع قصيدةٍ، وحتى لا يسرق الغجر فرحي جمعت روحَ أنفاسي في صندوق أشيائي ورحت أكذبُ بشأن كل ألمٍ، لكنّي في الحبِ أعودُ إلى هيئتي كأي امرأةٍ تهوى العناقَ الطويل في لحظةٍ ثانويةٍ، لم أحظ بصدقها سوى مرة واحدةٍ، ولم أبالِ بما قالوا،
تركتُ الحياةَ تمضي كالأيام السابقاتِ مجداً في قلمي المولود من سنديانةِ الروحِ،
عشت في ثلاثِ جهاتٍ بَذَروها شمالاً اقتلعوها، وأعادوا غرسها غرباً بعد الثلاثين،
كانَ الجنوب ورحتُ أسبح بين الغرس والزرع وصليلِ المناجلِ، ما عمّرته وسنديانتي بددتهُ الحروبُ، كم وددت بعد رحيلي وقبل أن تخذلني الأمنيات، أن أقف على أصابع هذا العالم حتى أصبحت أراني كالثريا، تسبح بين الرافدين، سجلّي حافلٌ بأغلى الجراح ورصيدي متخمٌ بأبشعِ الخساراتِ عملاتي، لا سوق للنخاسةِ يتداولها لكنها صعبة جداً أن يبقى اسمي على بعض الصفحات، لربما ثلاثة أيام أو أربعة لكنّي لا أطمع بيومٍ سابعٍ، هذه هي الحقيقة، كل ما يهمني أن يتعدى ذكري بعدَ الرحيلِ
سبعَ ورقاتٍ وفي كل ورقة حياةٌ تُختصر مع كل سماءٍ، عندما أصل السابعةَ أرسلُ إليه من بعدي برقيةَ سلام

نيسان سليم رأفت

تصفح المزيد..
آخر الأخبار