طيف المجتمع السوري في ندوة لرابطــة خريجي العلوم السياســية

العدد: 9313

الأحد-17-3-2019

 

 

أقامت رابطة خريجي العلوم السياسية في سورية بالتعاون مع الحرس القومي العربي في سورية ندوة حوارية فكرية أهمها كلمة السيد الرئيس بشار الأسد بمشاركة وجهاء من مختلف الطيف السوري، أدار الندوة الدكتور هاني بركات رئيس الرابطة.
بدأ الندوة الأستاذ برهان شعبان المحلل السياسي ومدير العلاقات العامة في رابطة خريجي العلوم السياسية بالقول: إن سورية، كل سوريّة اجتمعت في مسرح دار الأسد، والمقصود بكل سورية أي سورية الواحدة بتنوعها الجميل والرائع وهذا التنوع الذي يعطي سوريّة قوة وصموداً وحياةً جديدة.
تناولت الندوة ثلاثة محاور أساسية:
* المحور السياسي في قراءة للأحداث التي ما زالت قائمة في سورية وسورية إلى أين بعد أن حققنا الانتصار؟ على أمل تحقيق النصر الكامل.
* المحور الاقتصادي وخاصة بعد أن حققنا الانتصار على الأرض وعلى المجاميع الإرهابية والدول الداعمة لها، سورية بدأت الإعمار، وبالتالي كان هذا المحور غنياً من خلال طرحه من قبل الدكتور شادي أحمد المتخصص بالاقتصاد وتحديد الإمكانات وما هي الرؤى والآفاق المستقبلية لإعادة الإعمار على مستوى الجغرافية السورية؟
* المحور القانوني وفيه تطرق الدكتور محمد خير العكام أستاذ جامعي في جامعة دمشق لمحاولة الأعداء المستمرة لتغيير الدستور بما ينسجم مع أهدافهم ومشاريعهم أي دستور طائفي كما أكد د. العكام في مداخلته وبالتالي هذه اللجنة الدستورية ستكون (سورية سورية) لا الأمم المتحدة ولا الدول الداعمة للإرهاب ولا الدول التي تشن الحرب علينا يمكن أن تفرض على الشعب السوري شيئاً لا يريده، فهذه اللجنة الدستورية سورية بامتياز كل أعضائها من السوريين كما أكد الدكتور العكام على فكرة تمثيل اللجنة لكل أطياف الشعب السوري من شرقه إلى غربه وهذا تكريس وتعميق للانتصارات التي حققها الشعب السوري ودافعة للانتقال من حالة الحرب التي نعيشها إلى حالة الانتصار الكامل.

وصرّح الأستاذ برهان: إن خطاب سيادة الرئيس بشار الأسد في لقائه مع ممثلي الإدارة المحلية في الجمهورية العربية السورية يجب أن يكون خريطة عمل للجميع، والمقصود بالجميع أي كل المؤسسات والوزارات في الدولة، هذا الخطاب الذي لم يكن للشعب السوري فقط بل لكل الشعوب العربية من جهة ولكل الدول التي تدعم الإرهاب وخصوصاً أننا شعب يعشق الحرية ونعشق التعددية السياسية والاقتصادية وبالتالي نسعى لإقامة سورية الحضارة والحداثة وسورية الوحدة الواحدة، ونوّه الأستاذ برهان بأن أكثر ما يهمنا الرموز الوطنية وهي خطّ أحمر والمقصود بذلك مقام الرئاسة لكل أطياف الشعب السوري وانتماءاته العشائرية والحزبية، والخطّ الأحمر الآخر هو الجيش العربي السوري وكل المؤسسات العسكرية وحتى المؤسسات المدنية بوصفها تضم كل أطياف الشعب السوري، وجغرافية الوطن أي وحدة سورية أرضاً وشعباً، والراية والعلم فتحت هذه الراية والعلم يجمع كل السوريين على المحبة وعلى التضحية في سبيل تحرير هذا البلد أو ما تبقى من أجزائه المحتلة من قبل الإرهاب أو الدول التي دخلت بقواتها وجسدها العسكري محتلة دون إذن الحكومة السورية الشرعية ودون إذن القيادة السورية والشعب السوري كالقوات الأمريكية في شمال شرق سورية والقوات التركية التي تحتل أجزاءً من سورية إذ أن هذه الرموز هي خطوط حمراء أشار إليها السيد الرئيس في خطابه وأجمع عليها كافة السوريين بمختلف انتماءاتهم السياسية.
ومن المحاضرين الذين شاركوا في الندوة الدكتور خالد المطرود الذي أكد أن هذه الندوة جاءت تزامناً مع احتفالات شعبنا بذكرى ثورة الثامن من آذار المجيدة ومرحلة الاستقرار التي عاشتها سورية.
وصرّح الدكتور خالد لجريدة الوحدة: عنوان الملتقى اليوم أي الملتقى الوطني وهو خطاب سيادة الرئيس أمام ممثلي الإدارة المحلية في شباط 2019م الذي تحدث فيه عن الواقع الذي نعيشه عن حقيقة الأحداث التي نعيشها ويعيشها الشعب السوري بعيداً عمّا تتداوله مواقع التواصل الاجتماعية التي هي جزء من الحرب الإعلامية تحت عنوان (القوة الناعمة) فاليوم سورية طبعاً أكثر أماناً وأكثر ثقة بالنصر والنصر قادم لا محالة، فنحن منذ اللحظة الأولى في هذه الحرب في 2011م: قلنا إما النصر أو النصر لأنه لا خيار لنا إلا النصر لأن الحرب على سورية هي حرب العالم الذي يريد أن يسلب من سورية ومن السوريين هويتهم ويسلب منهم موقعهم ودورهم التاريخي في الحاضر أن يلغي الصراع العربي الصهيوني لمصلحة الكيان الإسرائيلي في المنطقة على حساب فلسطين وحساب الشعوب العربية في المنطقة، سورية قلب العروبة النابض ومحور المقاومة اليوم التي أصبحت قلب العالم والإنسانية التي كانت وطن الإنسان الأول ومنها شع النور والإيمان من خلال الرسالات والأديان واليوم دفعنا كلفة كبيرة في الدفاع عن الإنسانية في مواجهة هذا الإرهاب الذي لا قدر الله وانتصر في سورية لساد المنطقة وساد العالم، فهذه سورية سجل لها التاريخ أنها استطاعت أن تحمي العالم من شر الإرهاب والإرهابيين ومن هذا الفكر الظالم والوهابي.
فالعناوين الرئيسية التي ذكرها السيد الرئيس بشار الأسد في خطابه عن حرب الإرهاب وحرب ضد الفساد والفاسدين وحرب الأنترنت وتمت مناقشتها والاستماع إلى ما يقوله الآخرون، فالحرب على سورية بالشكل الاقتصادي لمحاولة إخضاع المجتمع السوري ومحاولة ضرب بنية الجيش العربي السورية وبنية المنطقة التي صمدت خلال 8 سنوات من خلال الحرمان الذي يريدون أن يعيشه من خلال فقدان المواد الأساسية، ولكننا نقول: من كان كريماً بالدم كان كريماً في كل شيء، ففي انتصارنا وثباتنا عنوان في انتصار ثقتنا بدولتنا وجيشنا وقائدنا وسنكسر كل مخططاتهم الخارجية من الحروب الافتراضية والاقتصادية والعسكرية. فنحن مع جيشنا الباسل ليكمل المشوار في تحرير الأرض ومع قيادتنا حتى نعلن انتصارنا الباهر والكبير، في هذا اليوم من محافظة لاذقية العرب لاذقية الكرم والشرف عندما نجتمع هنا نجدد العهد مع عوائل الشهداء في الرحمة على الشهداء وإكمال المسيرة على الدرب الذي ساروا عليه حفاظاً على القيمة التي استشهدوا من أجلها مع دعائنا للجرحى الذين حولوا الألم إلى أمل بالشفاء العاجل لتبقى سورية عنوان النصر أو النصر.
وتحدث الدكتور سمير أبو صالح عن التعددية السياسية مؤكداً على أن أول من طرح فكرة التعددية هو الفيلسوف السوري زينون الذي انتقل من جزيرة أرواد إلى أثينا وعاود الأوروبيون طرحها في القرن الثامن عشر لكنها لم تنفذ لأنها لم تصل إلى مستوى الإنتاج الاقتصادي السياسي فكانت ضرباً من المحال، مضيفاً: نحن السوريين لنا تجربة ناجحة مع التعددية الاقتصادية والسياسية وهي حالة نوعية ذات بعد سياسي بإنتاج الجبهة الوطنية التقدمية وتأسيس دولة حديثة متطورة حققت حضوراً إقليمياً ودولياً فالتعددية السياسية في سورية هي نتاج استراتيجي للقائد المؤسس حافظ الأسد هذا إقرار واعتراف من كبار الساسة والمحللين السياسيين العالميين، وأشار إلى معاني وقيم وأبعاد خطاب السيد الرئيس بشار الأسد وما تضمنه من أفكار ترسم مستقبل سورية الحضارية.
وعقب الندوة عقدت رابطة خريجي العلوم السياسية مؤتمرها السنوي حيث قدم رئيس الرابطة الدكتور هاني بركات عرضاً لما تم إنجازه من فعاليات ونشاطات ولقاءات في معظم المحافظات السورية من دمشق بداية إلى السويداء إلى اللاذقية وطرطوس وحمص وحماة وحلب حيث تم تنفيذ 17 ندوة فكرية سياسية واقتصادية وفعاليات متنوعة منذ إشهار الرابطة، ووصل عدد المنتسبين للرابطة 160 عضواً مشدداً على ضرورة استقطاب كافة خريجي العلوم السياسية لتوسيع نطاق عملها.
وقد خرج المؤتمرون بجملة من القرارات أبرزها كان دورات إعلامية لأعضاء الرابطة ودورات محللين سياسيين، تعميم تجربة فرع الثوابت الوطنية بإقامة مدرسة وعيادة طبية مجانية لذوي الشهداء وجرحى الجيش العربي السوري والمحتاجين باسم الرابطة والقيام بجولات ميدانية على المناطق وتنفيذ الفعاليات الفكرية في أرجاء المحافظات والمناطق السورية.

رهام حبيب – يسرا أحمد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار