بوح محبة

العدد: 9313

الأحد-17-3-2019

 

 

 

أهلاً بموجك الذي يغازل شواطئنا الجميلة، غناء هو بوح محبة، كحكايا الحب الأزلي لك أيها الوطن الحبيب، نقرأ جمالياته في أرضك الطهور، فيما تجحُّ إليك لتزداد غنىً في ربوعك راسمة عناوين هي زاد الإخاء ورمز الأصالة في وطن الشرفاء سورية التي ستظل أيقونة الشرق وملاذاً للمتعبين كلما عصفت بهم رياح الشك والاغتراب.
سورية التي حملت هموم الأمة، أصالة عن نفسها، ونيابة عن العرب جميعاً، وكانت بلسم جراحاتهم يستمد سرّه وبوحه من ياسمين الشام، ليعطّر أجواء الحق العربي ووروده، التي كادت أن تذبل، أو تضيع لولا البواسل الميامين من أبناء هذا الشعب الذين يحملون راية النصر أو الشهادة التي لن تسقط ولن تهون، نستظل في ظلها ونستاف من عبيرها ريحاً طيبة، يستمد الغار منها عطره، ويأخذ منها الآس رقته ولطفه في تخوم بلادنا الجميلة.
سورية الموطن الأول لألف باء المعرفة ترجمة لكلمة (اقرأ) وعنواناً للحرف كغاية في ثقافة عزَّ نظيرها في الزمن الصعب، سورية التي قال عنها البحر أحلى الكلام، وتغنى بجمالها الشعر قصائد خالدات على الزمان.
سورية التي تبوأت منزلة الشرف العربي فتآمر عليها العربان وطعنوها في الظهر واشتروا المرتزقة من أصقاع الأرض لتخريبها نصرة للعدو الصهيوني البغيض.
إنه الزمن العجيب الذي غدا فيه العملاء يتشدّقون بالشعارات، والجهلاء يصدقون والصهاينة يباركون.
بالأمس رأيته في التلفاز والخبث في عينيه وشفتيه ولسانه وكعادته لا يستطيع إلا أن يكون حاقداً يحكّ أرنبة أنفه، ويشدّ شحمة أذنه التي استطالت لتدل عليه، نظرت إليه ومعه هولاند السيئ الذكر الذي لم يعرف ذات يوم إلا من حذائه، كما قالت إحدى الصحف عنه عند خيانته الزوجية، هذا النمط الغريب الذي لا يستطيع أن يتحدث جملتين إلا وتكون الثالثة عن سورية، قدحاً وذماً وهو يعلم علم اليقين أنه كاذب أعماه حقده عن الحقيقة التي لم ينكرها هولاند ذاته وهو أن الإرهاب عصف بسورية والعراق وجنبلاط في وادٍ آخر، إنه يمثل الحلقة المفقودة من داروين والذي لو كان حياً يقال وبالصوت المرتفع: وجدتها جنبلاط القائل ذات يوم أتمنى أن أكون زبّالاً في أمريكا، تمنيت أن يدرك القوم الذين يذكرون الشيطان أن ينظروا إليه وإن استنكر فلن يبحث طويلاً يكفيه أن ينظر إلى المرآة، ليقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
زمن تقزّمت فيه الصورة، وتشوهت معه الحقيقة، إرادة ميتة، وقرار عربي في دويلات ممسوخة، وإمارات مأجورة يخرجها الأمريكي كما يريد، ويلعب بها الصهيوني كما يرغب، لكن عرفوا جميعاً أن سورية عماد الأمة ففيها وبها تكبر وها هي تنتصر على الرغم من أنف الحاقدين رافعة راية الحق والعدل والسلام.

د. مبارك سعيد 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار