نعمة شريان الحياة…

الوحدة 30-8-2021 

 

هو الحبل السري الذي يبقي كوكب الأرض في حالة وجود، ومن دونه كل الفقد والموت المحتم… مركب كيميائي لولاه مانشأت حضارات عبر التاريخ، وصفوه العرب بأنه أهون موجود وأعز مفقود… برضى الطبيعة هو نعمة، وإن غضبت حال إلى نقمة ومن أهم الأسباب غير المباشرة للحروب بين الدول.

الماء أو الذهب الأزرق هو الوصف الذي أطلقه الدكتور يوسف عبد الكريم العلي في محاضرة له ألقاها في المركز الثقافي العربي بطرطوس تحت عنوان (بعض خفايا الذهب الأزرق) بالتعاون مع جمعية سنديان لحماية البيئة والتنمية المستدامة..

تحدث العلي عن بعض أسرار هذا المركب الكيميائي بسبب الاكتشافات المتواترة والمتجددة لإكسير وأصل الحياة قائلاً: إن للأرض- كما جسد الإنسان- رئتين إحداهما خضراء تمثل الغطاء النباتي، والأخرى زرقاء تشير إلى الماء وبهما تتكون معادلة الكون بالارتباط الوثيق بينهما فلولا الماء لاوجود للحياة على الأرض، والحال معكوس مع الأرض دونه… موضحاً أهميته ودوره في الحفاظ على البيئة والصحة، حيث يستخدم كعنصر ضروري في التبريد وتوليد الكهرباء، ويساهم بشكل كبير في تنظيم دارة الجسم لتواجده بنسبة 71 % في كل جزء من أجزاء الجسم، كما يسهل حركة المفاصل، وبالتالي امتصاص الصدمات النفسية والجسدية على حد سواء.

وعن خصائصه الفريدة قال العلي إنه العنصر الكيميائي الوحيد الذي يتواجد بحالاته الثلاث الصلبة – السائلة – الغازية ودورانه في جسم الإنسان بمثابة دورانه على الكوكب وفي كلا الحالتين يعمل على تنقية و تخليص الأرض من النفايات وبهذا يقوم بتنظيم حرارة الجو.

تطرق المحاضر بعدها للنقطة الأكثر أهمية وهي كيفية الحفاظ على هذه الثروة خاصة بوجود خطر محدق يحيط بالكوكب عالمياً ومحلياً، فالمياه تغطي ثلثي الأرض فقط 1% صالح للاستهلاك البشري، و 3% فعلياً مياه قابلة للشرب ومع هذا فالنسبة غير متاحة كلياً، ومع اختفائها ستتحول الأرض إلى يباب ويابسة خاصة مع حصول  التلوث الذي طال مؤخراً الشريط الساحلي في مدينة بانياس سببه تسريب في مادة الفيول من أحد خزانات محطة بانياس الحرارية، وسبقه تلوث في مياه الشرب في منطقة يحمور والزرقات سببه ارتفاع نسبة النشادر فوق المسموح ويعود ذلك إلى العصارة الناتجة عن مكب وادي الهدة، واختلاطها بالصرف الصحي ما أدى إلى تلوث عشرات الآبار الخاصة، لتبقى الحلول المطروحة والمقدمة لا تفي بالحد الأدنى من السلامة الصحية..

التداعيات كارثية بسبب التلوث الكبير الذي حصل، وآثاره على الحياة البحرية ستكون أيضا كارثية لاسيما وأن جزءاً من سكان المدينة يعتمد على مهنة الصيد كمصدر أساسي لتأمين دخلهم، لهذه الأسباب وجب دق ناقوس خطر تلوث الماء وفقدانه ما يعجل بموت كل شيء حي..

نعمى كلتوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار