الوحدة : 28-8-2021
لأنهم يشكلون التاريخ والحضارة السورية والتي تعد اللاذقية جزءاً هاماً منها، أجرى الدراسات حولهم وجمع المعلومات عنهم وقدمها ضمن دفّتي كتاب عنوانه (شموع لم تذب، من أعلام اللاذقية)، سلط فيه الضوء بكل موضوعية وأكاديمية على ١٧ علماً من أعلام مدينة اللاذقية الذين أسهموا في إعلاء الشأن الثقافي محلياً وعالمياً وذلك على مر عدة قرون : الخامس عشر والتاسع عشر والعشرين والحادي والعشرين. ومعيار اختيار أسماء تلك الأعلام الذي اعتمده مؤلف الكتاب الأستاذ المحامي سامر عوض ارتكز على ضوء توفر المعلومات والدراسات التي أجراها حول تلك الأعلام ومسيرة حياتها وأعمالها إذ إن غياب ذكر بعض الشخصيات يعود لسببين اثنين إما لعدم توفر الجديد حول الشخصيات المهمة منها وإما لتعذر توفر المعلومات الكافية عن بعضها.
وحسبما ذكر الأستاذ عوض في محاضرته التي ألقاها بعنوان (أعلام من اللاذقية) بمقر الجمعيّة العلميّة التّاريخيّة في مدينة جبلة، فإنه اعتمد في مبادرته الفردية الخاصة على ٣٤٨ مرجعاً وخمسة ملحقات باللغة العربية والفرنسية، ذلك أن أغلب أعمال تلك الأعلام ليست منشورة إنما منثورة ، مشيراً إلى أن عدم معرفة الناس بأغلب تلك الشخصيات والأعلام يتحمل المثقفون عموماً جزءاً كبيراً من هذه المسؤولية في عدم إلقاء الضوء عليها كما ينبغي.
ومن هؤلاء الأعلام الذين أتى على ذكرهم المحاضر عوض نذكر :
-محيي الدين بن محمد بن عبد الحميد اللاذقي هي الشخصية الوحيدة القديمة تعود إلى القرن الخامس عشر، كتب عن الرسالة الفتحية في الموسيقى تُرجمت إلى اللغة الفرنسية ومواضيع تتعلق بالمنطق والفلسفة.
– الأستاذ إلياس الصالح اللاذقية وهو مؤرخ مدينة اللاذقية وأول من كتب عن تاريخها ويتألف الكتاب من بحث علمي وتدوين شهادات، كما ترجم كتاب المزامير الذي يعد جزءاً من الكتاب المقدس – إلى اللغةالعربية ونظمه شعراً وترجم الكثير من الكتب إلى اللغتين الفرنسية والانكليزية، ولديه أشعار جمعت ضمن ديوان له.
-الشيخ عبد الفتاح المحمودي كان مفتياً لمدينة اللاذقية و هو علّامة لكثرة المواضيع التي تناولها: الشعر، الزراعة، والأدب والعلم واللغة مع تقديم بعض النماذج.
– الصحفي نصر الله طليع الذي كتب الكثير من المقالات كان رئيس تحرير صحف عدة على مستوى سورية، حيث نقل تجربته الصحفية التي عاشها في مصر إلى اللاذقية.
– الشاعر والأديب خليل شيبوب وهو شخصية فريدة في مجال الثقافة لاسيما في مصر وله أعمال مطبوعة في كل من سورية ومصر ، ألّف معجماً في الاقتصاد والقانون وكتب مقدمته أبو القانون المدني، كما كتب الشعر، وفي الصحافة وهو يعد أحد كبار رواد المدرسة الكلاسيكية على مستوى الوطن العربي وكتب مقدمة ديوانه (الفجر الأول) الشاعر أحمد شوقي شعراً والشاعر خليل بك مطران نصاً نثرياً .
– الكاتب والمفكر إدوارد مرقص الذي كتب في مجال اللغة والفكر و الشعر وترجم و أعدّ معجماً يعد نبراساً لأي عمل في تلك المرحلة، كما أنه أرّخ من خلال الشعر وكان نشيطاً على صعيد الثقافة والفكر والأدب ويعد ديوانه مرجعاً توثيقياً أدبياً وتاريخياً لمدينة اللاذقية في عام ١٩٣٥، ولابد من الإشارة هنا إلى أن إلياس مرقص هو ابن أخيه الذي وضع ١٠٥ كتب من ترجمة وتأليف واشتهر على مستوى الجامعات الأوروبية.
– الأستاذ الموسيقي محمود عجان الذي كتب في مجال الموسيقى وقد قدم كتاب ( شموع لم تذب، من أعلام مدينة اللاذقية) معلومات جديدة أثنى عليها الأستاذ زياد عجان ابن أخيه.
– الأخوان محمد وأمين رشاد رويحة، الأستاذ الشاعر والكاتب محمد رويحة وقد كان ضريراً و تشاطر الهمّ الوطني مع أخيه فقدم الكثير على مستوى الصحافة في سورية وترك أثراً طيباً في مصر، و الأستاذ أمين علم كبير في مجال طب الأعشاب حيث وضع كتباً قيّمة في هذا المجال.
-الأستاذ الدكتور عبد اللطيف الصوفي رائد علم المكتبات على مستوى الوطن العربي الذي ألّف العديد من الكتب في مجال تصنيف المعلومات والمكتبات ، وقد أسهم في إصدار العديد من الكتب على مستوى وزارة التربية السورية حول تربية الطفل ومنهجية القراءة والكتابة إضافةً إلى الكتابة الصحافية وقد عمل في تونس وأمريكا، لكن اللاذقية بقيت هيامه الأول.
-الأستاذ الدكتور مسعود بوبو الذي أصدر عدة مقررات جامعية تدريسية في مجال اللغة العربية .
– الأستاذ الأديب محمد علي شلّا الذي كتب القصص والشعر والروايات لكنها منثورة وكتاباته لها جمالية في التعابير وجزالة الجمل وعمق أفكاره التي تحمل الطابع الوطني والإنساني.
– الأستاذ الكاتب عبدالله عبد الذي اعتنى بأدب القصة والرواية وأدب الأطفال.
– الأستاذ الباحث راؤول فيتالي الذي اهتم بمنحيين اثنين الموسيقى والتاريخ، وهو درس الفيزياء حيث كان يدرس النوتات الموسيقية استناداً إلى الفيزياء، وله الفضل في الإسهام في فك نوتة ح /٦ في مملكة أوغاريت، كما أعد الكثير من الأبحاث التاريخية ومنها بحث يتحدث عن اللهجة المحكية اللاذقانية وعلاقتها باللغة الأوغاريتية.
– الأستاذ جبرائيل سعادة وهو شخصية معروفة عملت في مجال التاريخ والتأريخ والآثار والشعر تركت أعمالاً عديدة ومختلفة.
– الأستاذ أمين سعيد صحافي على مستوى الوطن العربي وهو مؤرخ الثورة العربية الكبرى والده الشيخ محمد سعيد مؤسس ( اللاذقية) أول صحيفة صدرت في اللاذقية.
و نوه المحاضر عوض بأن منهجية البحث التي أجراها تشمل مقدمة عن كل شخصية وسيرة حياتها وتحليل أعمالها ونقدها، مشيراً إلى أن تسليط الضوء على هذه الأعلام يعد جزءاً من مشروع يفترض أن يستمر إخلاصاً لمدينتنا – مدينة اللاذقية – وكذلك من منطلق حاجة اللاذقية إلى من يوثق لأعلامها، حيث وردت المعلومات عنهم بشكل توثيقي وتعريفي وليس بشكل تحليلي بهدف التعريف عنهم.
ودعا المحاضر عوض إلى ضرورة استمرار التوثيق عن هذه الأعلام من خلال عقد ورشة عمل جماعية لاذقانية لزيادة المعلومات عن هؤلاء الأعلام من خلال طرح أفكارهم ومعالجتها وتكرار الاهتمام بهم والتعريف بهم.
ازدهار علي