تجربــــــــة ليـــــس فيها اخـــــــتراع

العــــــــــــــدد 9311

الأربعاء 13 آذار 2019

يختلف تفكير الرجل عن المرأة في الأمور المالية واقتصاديات البيت، ليكونا فيها وجهين لعملة واحدة تصرف في سراديب الحياة، حيث ظروف المعيشة القاسية واليد القابضة، ليدركا أول الشهر راتباً عاجزاً يدق عنقه تحت مقصلة الأسعار، ولهذا فإن المرأة تتقن وضع الخطط المادية وتكشف نهجها مع المال والنقود لتحيك (كمبيالات) وتحسبها بالأمبير والواط..

 

نور، موظفة منذ 16سنة، تزوجت منذ تسع سنوات فقط أي قبل الحرب وضيق العيش بسنة تقريباً، وكانت لديها بعض المدخرات التي ساعدت فيها زوجها لبناء البيت وتجهيزه، وجاء ولدها الأول وما زالت تحتفظ ببعضه ليعيشا السعادة به، لكن عندما بدأت الأسعار بالارتفاع والذهب يستطير اشترت ما اكتنزته لهذه الأيام وكان بقيمة 150ألف ليرة، يومها زوجها أخذ بها يصيح ماذا تفعلين، رواتبنا لا تكاد تكفي طعامنا وإكساءنا؟ ولم تسمع منه أو تستوقف لرأيه واليوم تجدها في الرصيد أمامها فولدها بالمدرسة ويحتاج للكثير من الدروس الخصوصية وبعض مفرزات العصر وتكنولوجيته التي أطاحت بالأرباح، ولا تلبس غير من البالة وكل شيء تصنعه بيدها حتى الشاورما والسوشي والشيش، وفي المناسبات لا تحرم نفسها وعائلتها من بعض البحبوحة في المشاوير، كما أنه يترتب عليها زيارة الأهل، الذين يتطلبون من الزوجين بعض الاهتمام وحمل ثقل أمراضهم، فهي دائماً مستعدة للمواجهة في حلبات الحياة وليست قاصرة، وتفتح لجميع ظروفها رصيداً وحساباً ولا يمكن أن تنسى أنها يوماً ستتقاعد لكنه لن يكون إلا بعد فترة طويلة لتأخذ راتب تقاعدٍ كاملاً كما تنصحها تجارب الحياة وليس خبراء الاقتصاد (كل واحد بيتعلم من كيسو).

هدى سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار