على طريق النصر والانتصار..

الوحدة 12-7-2021

 نحن شعب قادر على استيلاد الأمل من الألم، لننتقل لتحقيق الأمل بالعمل…  كلمات للرئيس الأسد نقلها رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام المركزي الدكتور مهدي دخل الله في حوار مفتوح بعنوان (ما العمل) والذي أقيم بالمركز الثقافي العربي بطرطوس، وأداره سمير بهجت خضر رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام في المحافظة، يشاركه الأستاذ أيوب إبراهيم عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الفلاحين وعضو المكتب السياسي في حزب الاشتراكيين العرب…

العمل، بمفهوم الدكتور دخل الله، هو الطريق لتحقيق الغاية المرجوة والأمل المنشود بالمثابرة والاجتهاد، وعلى شعب عايش سوداوية مشاهد الحياة بأطيافها، وعاش الحصار بأشكاله وقهره، وظل صامداً في وجه أزمات الحاضر، عليه أن يقوى أكثر فأكثر ليجابه حصار ما ينتظره من عدوان اقتصادي في المستقبل، ففي كل حرب هنالك مكاسب يستميت محور الشر لاستغلالها وإضعاف أركان الدولة من ورائها وعلى كل الصعد, بادئ ذي بدء كان قرار جامعة الدول العربية باستبعاد البلد العربي المؤسس لها والوقوف ضده والاستمرار دونه، ولأول مرة في تاريخها الزمني والسياسي تعمد أسلوب تخطي واستقصاء دور دولة جوهري وسيادي، هذا في المجال السياسي والدبلوماسي، أما في عماد قوة الدولة وهو الاقتصاد فبسبب الحرب تراجعت وتيرة الاقتصاد، وضربت البنى التحتية ومراكز حيوية لمساحات واسعة من الأراضي السورية، ناهيك عن المقاطعة غير المسبوقة في مجال التعاملات الدولية مع بلدان العالم، فكانت المقاطعة بنسبة مائة بالمائة بما يخص أية دولة تتعامل مع سورية كدول البريكس ما أثر بالسلب على كافة الصعد، وفي المجال البشري فقد طال العدوان بيوتاً ودمر ضواحي وقرى، وسبب تهجير ونزوح الملايين، عدا عن الهجرة الداخلية، واستشهاد مئات الآلاف من المدنيين السوريين، وطرطوس تبقى الشاهد الأكبر على ما طحنته رحى الحرب هذه، ولم تكنَ بأم الشهداء عبثاً، يبقى الهدف الأساس للاحتلال، والإنجاز الذي يفخر به العدوان، ألا وهو الترويج الإعلامي والنفسي على علم منه بأنه العامل الأشرس لانهيار أية دولة مهما بلغت من قوة، فقد اعتمدت الماكينة الإعلامية لمحور الشر على نشر الشائعات والترويج لها، وشيطنة الدولة السورية، وزرع بذور اليأس في نفوس السوريين بداية الحرب، هي جميعها أهداف للعدوان على سورية، فماذا حقق الشعب السوري بأطيافه؟؟.

 بعد سني الحرب هذه لم يعد أحد يجرؤ على الحديث عن تقسيم سورية، حيث كان الهدف الرئيس القضاء على النظام، يليه إسقاط أركان الدولة كافة بأيديهم… الآن أصبح في كل محفل دولي واجتماع سياسي، واتفاقات معلنة وغير معلنة: وحدة وسلامة الأراضي السورية وتحريرها كافة.

 في المقلب الآخر بقيت الدولة السورية صامدة اقتصادياً على الرغم من الحصار الغاشم إلى هذه اللحظة، ولم يعد هناك وجود للدولة الفاشلة، ذات الأمر على المستوى الاجتماعي، فكان لصمود الشعب السوري بكل أطيافه حكاية أخرى وحالة أدهشت العالم أجمع، تعززت من خلالها الوحدة الوطنية بينهم خصوصاً حين الانتخابات فكان المشهد صادماً للعالم، هذه الحالة الفريدة غيرت مجرى العلاقات الدولية، وساهمت بشكل كبير في إنهاء سياسة القطب الواحد والأوحد، وأول دليل على بداية نهايته كان الفيتو الروسي الصيني ليتبعه بعد ذلك العشرات، هو ذات السبب الذي أخرج المارد الصيني من عزلته، وأصبح صمود الشعب السوري ظاهرة تدرس للعالم بأسره، كيف استطاعت دولة صغيرة بمساحتها أن تقف بمواجهة كل تلك الجحافل وهذا الشر، فأضحى هناك تحول جذري في النظام السياسي للدولة، ليصبح دور الدولة أكثر قوة فتطرح الاتفاقيات حلولاً ومشاريع تناسب سورية وعلى الأراضي السورية فقط…. انتقل بعد ذلك للحديث عن أهمية الفرد الفاعل والمتفاعل في مجتمعه ولمجتمعه، وجوهر العلاقة بينه والمحيطين به ،والعمل على تفعيل المجتمع المدني والتطوعي، والإحساس بقيمة العمل بمحاربة الإهمال الذي يضعف الحالة الفردية، ويقوي الشعور بالمصلحة الاجتماعية العامة وكأنها خاصة.. يقول الأسد (ستبقى أولى أولوياتنا القضاء على الإرهاب أينما وجد على الأرض السورية، فلا سياسة، ولا اقتصاد، ولا ثقافة، ولا أمان، ولا حتى أخلاق حيثما يحل الإرهاب).

 نعمى كلتوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار