العــــــــــــــدد 9311
الأربعاء 13 آذار 2019
سُئِلتُ عن عقابٍ تلقَّيتُه في طفولتي ولاأزال أحفظه في ذاكرتي؟ فكانت إجابتي:
يُؤلِمُني نفسيّاً عقابٌ من معلِّمةٍ لي وأنا في الرابع الابتدائيّ، لا لأمرٍ إلا لأنني لم أُحضِر كتاب القواعد من البيت إلى المدرسة، في حقيبتيَ التي تثقل بدفاتري المتوجب إحضارها بما ضمَّت من وظائفيَ البيتيّة، بل إنَّ معلّمتي هذه كم كانت تستغلُّ أيَّ هفوةٍ تصدر عنّي أنا الطفلة، كي تنهال عليَّ صياحاً وكلاماً قاسياً واستهزاءً، وحين أوردتُ ذِكْرَها في سيرتيَ الذاتيّة (البصر والبصيرة) بالحرف الأوّل من اسمها (ل) أنكرَت تماماً أنها دَرَّسَتْني، إنها لم تُدَرّسني في رأيها على الإطلاق، متذرِّعةً بسفرها الذي تمَّ إلى خارج البلد، علماً أنَّ سفرها هذا بحسب ذاكرتيَ المتوقّدة أبداً، كان بعد عامين من تدريسها لي، ويا ليته كان قبل عامين.
الجميل أنني التقيتُ هذه المعلّمة منذ سنواتٍ قليلة، في صالون حِلَاقَةٍ نسائيّ .. فعرفتُها من حديثها، لا من تسليمها عليّ، فهي تجاهلَتني تماماً وأنا تجاهلتُها بالمقابل، الجميل أنَّ الحلّاق حينذاك، كم راح يتوجَّه إليَّ أمامها بلقب دكتورة، في كلِّ لحظةٍ دكتورة، وكأنَّ الله أوحى إليه أن يفعل ويُكرِّرَ فِعْلَه، إنني ما كنتُ أدري وأنا طفلةٌ، لدى تلقيَّ منها اضطهاداً تلوَ اضطهاد، أن سألتقي وإيّاها على صفٍّ واحدٍ في صالون، وسأُنادى دونها بالدكتورة.
د. ريم هلال