أنــــت من يــــــزرع الثقــــة بابنـــكِ

العــــــــــــــدد 9311

الأربعاء 13 آذار 2019

 

عندما طلب مني ابني ذو الخمس سنوات الذهاب إلى الروضة لوحده استنكرت الموضوع وغضبت ورفضت ذلك دون تفكير حتى، ولكن بعد قليل راجعت نفسي لمَ لا؟، لمَ لا أدعه يذهب خاصة وأن الطريق آمن، وبالفعل بدأ يذهب وحيداً ولن أنسى تلك الفرحة التي كانت تلمع في عينيه عندما قلت له اذهب وحدك، وبدأت أراقبه من بعيد حتى يصل إلى روضته، هو موقف من مواقف عديدة يتعرض لها الأهل والأبناء معاً، ولكن قرار الأهل هو من يجعل الابن واثقاً من نفسه أو يحكم عليه بالخوف وعدم الثقة بالنفس، عن زرع الثقة في نفس الطفل وكيفية التعامل معه كان حديثنا مع الاختصاصية التربوية رشا نوري.

 

 

* الثقة بالنفس تنبع من مواقف معينة فما دور الأهل؟
** إذا بدأنا بتعريف الثقة فهي من الأمور التي يكتسبها الطفل من البيئة المحيطة التي ينشأ بها، إذ إنها لا تولد مع الطفل، لذلك فإنها تعد من الأمور الهامة التي يجب الانتباه لها في تربية أطفالنا، لأن الطفل الذي ينشأ بين أبوين يعززان ثقته بنفسه، سيكتسب هذه المهارة لتصبح منهجاً يسير عليه في حياته فيما بعد، لذلك الاهتمام بزرع الثقة في النفس يجب أن يبدأ منذ الصغر تقريباً من عمر أربع سنوات وذلك من خلال خطوات تربوية تساعد على زيادة منسوب الثقة بالنفس لدى الطفل شيئاً فشيئاً حتى إذا كبر وصار بالغاً، ووُضع في موضع مسؤولية، كان واثقاً بنفسه، فعّالاً في مجتمعه، قادراً على تجاوز المواقف التي يمر بها بكل نجاح وتفوق.
* كيف يبني الأهل الثقة عند أطفالهم؟
** يجب أن يضع الأهل في حسبانهم أنهم أول من يتعلم منه الطفل، لذلك يجب عدم التردد في اتخاذ القرارات أمامه، وجعله يشارك في بعض منها إن كان ذلك ممكناً، كذلك لاختيار ملابسه دور هام في تنمية ثقته بنفسه، والمدح في إنجازاته وأفعاله أمام من يحبهم، أيضاً الابتعاد عن الخوف الزائد على الطفل وتشجيعه على تكوين صداقات، ومساعدته في ذلك إن لم يتمكن من ذلك وحده، كما أن شعور الطفل أنه يعرف الكثير من الأمور يزيد ثقته بنفسه لذلك يجب تعليمه عدة ألعاب رياضية وقراءة قصص تتناول مواقف تتطلب الثقة من البطل، أخيراً احترام الخصوصية والوفاء بالوعود.
* في حال أخطأ الطفل ببعض قراراته ما السلوك الصحيح للأهل؟
** أولاً يجب الابتعاد عن الدفاع عن الطفل وجعله يتكفل بذلك، وتعليمه الاعتذار في حال كان مخطئاً، وعدم توبيخه في حال أخطأ باتخاذ قرار ما بل الاستماع له ومناقشته، وتعليمه الطرق الصحيحة لمعرفة القرارات الصائبة بناء على المعطيات الموجودة لديه، وتعليمه توجيه الأسئلة وعدم التهرب من أي سؤال يسأله.
* كلمة أخيرة؟
** الطفل أمانة بين أيدينا، وعلينا أن نقويه نفسياً وجسدياً ليواجه صعوبات الحياة ويكون قادراً على تكوين نفسه فيما بعد بمفرده أو لاً كأهل، وثانياً ككادر تدريسي ونفسي وتربوي.

رنا ياسين غانم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار