الأشجار والنباتات العطرية.. استهتار وقطاف جائر

الوحدة 6-7-2021

على مر العصور كانت الطبيعة ولا تزال المصدر الأكثر غنى بالموارد المختلفة التي تلبي حاجات الإنسان الأساسية المتنوعة من الماء والغذاء والشراب والعلاج، الغابة والأحراج عطاء لا حدود له وثروة كامنة غرستها يد الطبيعة ويرويها غيث السماء، خيرة تجود بالكثير من الثمار الغذائية والطبية والعطرية، نباتات تسحر من ينظر إليها وتزكي نفس من يتنشق رحيقها وتنعش بدن من يتذوق مشروبها.

أحراجنا وغاباتنا غنية بالموارد المجانية الهائلة من الأشجار والنباتات والأعشاب النافعة التي تنمو طبيعياً حسب تنوع البيئة وتعدد المناخ بين السهل والجبل والساحل والصحراء التي تتميز بخواص غذائية وطبية وامتلاكها ميزتي التصنيع الغذائي والدوائي وذات قيمة اقتصادية تشكل مصدر دخل للكثير من الأسر الريفية، ففي مناخ بلادنا المتعدد الفصول وتربتها الخصبة ينمو الزيزفون والصنوبر والشيح والآس والمحلب والغار والبطم والزعرور والخرنوب والزعتر والبابونج والزوفا والختيمة والعرقسوس والمليسة والسوسن والمريمية والخزامى وإكليل الجبل والكثير غيرها من الأشجار والأعشاب النافعة للإنسان.

أشجار ونباتات وأعشاب موسمية خيرة تتميز بعائديتها الاقتصادية وارتفاع ثمنها وسهولة زراعتها وقطافها ولا تحتاج إلى خدمة أو ري أو تسميد تعتمد على مياه الأمطار في الري تعطي مردوداً جيداً وتوفر على الفلاح الجهد والتعب والمال ومرغوبة للاستهلاك المحلي والخارجي وتشكل مصدر دخل للكثير من الأسر الريفية، نباتات صحية خالية من الملوثات والأثر المتبقي تساهم في تفعيل الحواس وتحفيز العقل والجسم وتعديل المزاج والشعور بالراحة والسعادة والاستمتاع وتستخدم في إنتاج شرابات لذيذة الطعم وصناعة العطورات واستخلاص الزيوت والروائح العطرية وماء الورد وإنتاج الأدوية والمستحضرات الصيدلانية والتجميلية والطب البديل.

العبث بمكونات الطبيعة وتنوعها الحيوي يلحق الضرر بالطبيعة والإنسان وكافة الأحياء ما نلاحظه في غاباتنا وأحراجنا هو الجني العشوائي والاحتطاب الجائر والقطاف الضار وقطع أغصان الزيزفون والغار والآس وخاصة في الأعياد والمناسبات الدينية والوفيات، وتكسير أغصان الصنوبر الثمري والبري للحصول على الصمغ والثمرة والمسكة وقطع أغصان شجرة الغار للحصول على الأوراق والثمار بشكل جائر بما يعيث النمو والإزهار والإثمار ويؤدي إلى يباس الجذع وموت  الجذور وقلع نباتات الزعتر والزوفا من الجذور ما يؤدي إلى يباس وموت الأشجار والنباتات وحرمان الطبيعة من البذور والتجدد والإخلال بالتوازن الحيوي والبيئي وتدني محاصيل السنوات القادمة وتعريض الأشجار والنباتات لخطر الانقراض وحرمان الناس من الموسم القادم.

علينا توعية المجتمع المحلي على أهمية الحفاظ على الأشجار والنباتات العطرية وعدم العبث بها والمحافظة على المصادر الوراثية والتنوع الحيوي وحسن التعامل معها والرفق بها حين قطافها وجنيها وتطوير زراعة الأشجار والنباتات العطرية والمتممات الغذائية ورعايتها وحمايتها من التناقص والانقراض، وتشجير وزراعة الغابات والأحراج وأملاك الدولة المحروقة بالأشجار والنباتات العطرية والطبية ومعاملتها على أنها محميات طبيعية وتفعيل دور مخافر الحراج والعناصر الحراجية في قمع المخالفات والتعديات على الغابات والأحراج.

نعمان إبراهيم حميشة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار