كورونا.. الإجراءات (صفر) والإصابات إلى زيادة!

الوحدة : 4-7-2021

في 30/6/2020، كانت إحصائيات كورونا في سورية تقول: عدد المصابين: 279، عدد حالات الشفاء: 105، عدد الوفيات: 9 حالات، وكان عمر الفيروسي الرسمي (100) يوم بالتمام والكمال، واليوم، وحتى 30 حزيران 2021، أي بعد سنة و(100) يوم، أصبح عدد الإصابات الموثقة في سورية (25515)، وأصبح عدد الوفيات (1876)، أي زاد عدد الوفيات في سنة ما مقداره (1867) وفاة من (30 حزيران 2020 حتى 30 حزيران 2021) مع الإشارة إلى أن أول حالة وفاة كانت بتاريخ 29 آذار 2020، ومع هذا خلال السنة الأخيرة، قلّت وتراجعت كثيراً إجراءات الوقاية، وحتى حملات التوعية، وسنعود إلى هذه النقطة لاحقاً..

في حزيران 2021 لوحده، كان عدد الإصابات في سورية (986) إصابة، وعدد الوفيات (102) وهي أرقام ليست مريحة على الإطلاق.

الحدّ الأدنى لمعدل الإصابات خلال أيام شهر حزيران كان (20) إصابة في أيام (5 و6 و8 و10) منه، وأعلاها كان (47) إصابة يوم  22 حزيران، و(46) إصابة يوم 14 منه، و(45) إصابة يوم 17 منه أيضاً.

لم يمرّ أي يوم في حزيران دون تسجيل وفيات، لكن أقلها كان (2) أيام (11 و12 و13)، وأكثرها (6) وفيات يومي (15 و17) حزيران.

الأرقام قد تكون جامدة، لكنها ملبيّة، وتختصر خطورة الوضع الصحي، وسط تراجع مخيف بإجراءات الوقاية وكأنّ الفيروس انتفى إلى كوكب آخر.

دخل التعامل مع فيروس كورونا مرحلة جديدة فيها الكثير من (الدعابة)، ونعني مرحلة إعطاء الجرعة الأولى من اللقاح.. أحد الزملاء، سار على النهج (القويم) ودخل إلى موقع التسجيل على اللقاحات، وسجل اسمه، وذكر أمراضه، وبالفعل، وبعد (48) ساعة فقط، جاءته الرسالة بضرورة التوجّه إلى المركز الفلاني لأخذ الجرعة الأولى من اللقاح، ولم يكذّب صاحبنا خبراً، وذهب بالموعد المحدد، ليكون السيناريو الآتي:

–  أنا فلان، وقد جئتُ لأحصل على اللقاح الخاص بكورونا.

— الممرضة: أهلاً وسهلاً، عليك الانتظار حتى يحضر الـ 11 الذين تلقوا رسائل على موعد اليوم، لأن العبوة لا تُفتح إلا بحضور الـ 11.

– وإذا لم يحضروا: لا نفتح العلبة ولا تكون هناك لقاحات..

وبكل أسف هذا ما حصل، لم يحضر إلا (7) اشخاص، وراحت عليهم الجرعات لأن (4) لم يحضروا!

سنقلب الصفحة، ولا نعرف إن كان هناك حلّ لهذه المعضلة، وقيل لنا إن صاحب الرسالة يمكن أن يحصل على الجرعة من مراكز أخرى يكون عليها إقبال، وسألنا صاحبنا عن الموضوع فقال إنه لم يجرّب!

تماماً، كما يفعل اللا مبالين بارتداء الكمامة، أو بعدم تجنّب الازدحام، يفعل اللا مبالين بأخذ اللقاح، والمشكلة في هذا الوباء أن الإجراءات (الأحادية الجانب) غير مجدية، وغير كافية..

من النقطة الأخيرة، وتحت مظلة التساؤل: من يستطيع إلزام الناس بإجراءات الوقاية، وبالتالي من يستطيع أن يحمي نفسه مادام الآخرون غير مبالين؟

في الأشهر الأولى من وباء كورونا، وقد كان التفشي مخيفاً بكل دول العالم، كانت لدينا بعض (الإجراءات الصارمة)، فبقي انتشار الوباء محدوداً، أما الآن، وقد خفّ انتشار هذا الوباء في كل العالم إلا عندنا فمازالت الأرقام اليومية (مقلقة)، والإجراءات (صفر) حتى ضمن المشافي، وبالتحديد أكثر في أقسام العزل، وحتى من قبل الأطباء أنفسهم!

كورونا لم يسحب قلقه ووجعه من الساحات، ومع هذا عادت الأعراس، والتعازي، والمناسبات الجماهيرية، وبالتالي فمن الطبيعي أن تكون حصيلة شهر من كورونا قريبة من الألف إصابة!

غيث حسن

تصفح المزيد..
آخر الأخبار