طريق الغابة في الضاحية أصبح طريقاً لكل شيء

الوحدة: 1-7-2021 

http://youtu.be/hNwW78uRNLk

من الطبيعي أن يكون الرصيف أو الكورنيش هو موطن ممارسي الرياضة كوصفة طبية دائمة للجميع، بالإضافة إلى الحدائق ذات المساحات الكبيرة كحديقة الأندلس أو البانوراما التي تُعد الأكبر مساحة في المدينة، بالإضافة إلى المساحات الشاسعة للمدينة الرياضية البعيدة نسبياً عن قلب المدينة، وممارسة رياضة الجري أو المشي في تلك الحدائق أمر طبيعي لا يخالف القانون، كما أن وجود الكورنيش الطويل حول المدينة يُعد خامة كبيرة هامة لممارسي الرياضة بأنواعها، بالإضافة إلى الرصيف الطويل الذي يرافق شارع الثورة من الطرفين، وهذا كله يقودنا إلى انعدام تلك المؤهلات بمناطق أخرى كثيرة ما يُحتم على الكثيرين البحث عن البديل المناسب، مثلاً طريق الغابة كما يُقال له حول ضاحية تشرين طوله مقبول نوعاً ما هو موطن غالبية أهالي الضاحية وما يحيط بها، وهو متنفسهم الأوحد، لكن لا بد من وجود ما يعكّر صفو رواده، فيكون في بعض الأحيان مركزاُ لسباقات الرالي أو الدراجات النارية، مع انعدام وجود الرصيف الآمن الذي يقي شرور وخطورة سرعات هؤلاء المراهقين وطيشهم، كما نلاحظ في تلك الطريق أيضاً الكثير ممن يحاولون أوربة أنفسهم (كما يفعل الأوروبيون) من خلال مرافقة كلب يمتلك من الفرو ما ينعش أحضان أصحابه ذوي المال الوفير، حيث هذا الكلب أو الجرو بحاجة إلى أدوية وحُقن لتأمين سلامته، وكذلك غذاء نوعي على مدار اليوم ينعش هيكله المحبوب، فغالبية الناس أصبحت أحوج من تلك الإنسانية المزيّفة التي يملكها هؤلاء الغربيون الجُدد فإذا أُطعم هذا الكلب فقط رِقاب الدجاج المسلوق فهو بحاجة إلى ثلاث وجبات أقل تقدير وسعر كيلو هذه الرقبة حوالي ألفي ليرة أي أنه بحاجة لمصروف عائلة كاملة، وما نتمناه ترك تلك الطريق الجميلة لناسها البسطاء الذين لا يمكنهم الخروج من محيطهم السكني وليس باستطاعتهم التسجيل بأندية الحديد والعضلات والتباهي بإبرازها وتفتيلها عند اللزوم، كما يُلاحظ وجود هياكل لأشباح غراميين قابعين بعتمة زيتون تلك المنطقة يفكرون بهدوء محكم بكيفية إنارة تلك الطريق وإنشاء رصيف للمشاة، ووضع مطبات عالية بحيث تقوم السيارات المسرعة بالنزول عنه بلطف، ومنع اصطحاب أرباب السوابق من الكلاب الشرسة، والعمل على إبعاد القمامة من حولهم لعل الوضع يصبح بذلك أفضل للجميع.

سليمان حسين

تصفح المزيد..
آخر الأخبار