تطيّف الحياة الأسطورية في سورية

الوحدة 30-6-2021

 

لا يمكننا أن نفصل ما جرى على مدى عقد من الزمن في سورية من تدمير ممنهج لإرث حضاري وتراث من عادات وتقاليد عن ما آل إليه الموقع الاستراتيجي والتاريخي والمكانة الدينية للؤلؤة الشرق الأوسط (سورية)…

أقدم عاصمة في التاريخ ستبقى سدرة العالم أجمع يعرش الياسمين على جدرانها، جذورها ضاربة في سحيق حضارات اشعاعاتها أغنت البشرية بأسرها…

الباحث الدكتور غسان القيم مدير آثار أوغاريت قدم محاضرته القيمة بعنوان (العادات والتقاليد وجذورها في التاريخ السوري) في المركز الثقافي العربي بطرطوس وبحضور الأستاذ رئيف بدور عضو المكتب التنفيذي لمجلس المحافظة عرض فيها المعلومات القيمة حول دراسة التراث المرتبط بالتاريخ السوري والموروث وأهمية الحفاظ على التراث الشعبي كعلم قائم بحد ذاته، والذي يتجاوز عمره ال 4000 عام من طقوس دينية وشعائر مجتمعية وأشعار خالدة بالرغم ما طرأ في حياتنا الحاضرة من تطور تكنولوجي وحداثة ثقافية، فقد قال وول ديورانيت في قصة الحضارة: إن الحضارة تبدأ من كوخ الفلاح.

كما عرج المحاضر القيم على ذكر الكثير من العادات والتقاليد والطقوس التي ضربت جذورها من أقصى الشمال السوري والمسمى بـ (رأس الخنزير) إلى الجنوب الأدنى للشريط الساحلي في يافا وحيفا.. طقوس حدثتنا وكشفت لنا تاريخ سورية من مكتشفات أثرية خاصة في أوغاريت وإيبلا والذي قاد إلى دراسة تاريخ الإنسانية جمعاء حيث وجد فيهما ما يقارب ال 8000 اسم من أسماء الآلهة والتي كان لها الدور الأساسي في وضع الهياكل التنظيمية للدولة والعلاقات المجتمعية وبالتحديد دور الطقوس الدينية وممارستها في المنازل والمعابد والقرى، كذلك الأعياد التي كانت تتميز عما يجري ويحدث في الأيام العادية حيث ارتبطت بحالات القمر والكواكب والبعض الآخر مرتبط بفصول السنة مثل (عرس المطر) الذي مازال يقام في بعض المناطق في الريف الساحل السوري، واللهجات المحلية التي  ضمت عدداً كبيراً من الكلمات التي يعود جذرها إلى 5000 آلاف سنة ما جعل من اللغة العربية مستوعباً وبوتقة للغة حضارة هذه الأرض..

الماضي هو أب للحاضر في كل الأزمنة والأمكنة، وعلى من تكون هذه الأرض في قلب كل سوري وجب الحفاظ على حقوق الأبوة وهو حقيقة واقعة، وصون العظيم من هذا التراث وإعادة إحيائه وتجديده كونه صورة مصغرة عن العالم…

نعمى كلتوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار