طريق حلب القديم .. شريان الحياة للقرى المجاورة والعابرين ..فيديو

http://youtu.be/H7tkL_58qDI الوحدة : 26-6-2021

طريق حلب القديم، قصّة من وحي الواقع، منذ عقد ما قبل الأزمة كان شرياناً ينبض بالحياة، كان كالخلية حتى ساعات الصباح..

المكان نزلة وكوع السفكون ذي الأطراف المتكسّرة والتي ظهرت بشكل جلي بعد قيام آليات مديرية الخدمات الفنية وبلدية الزوبار بقشط أطراف الطرقات وتنظيفها، منظر حزين مؤلم لذيل سد ١٦ تشرين العملاق، كونه يُعد من أكبر سدودنا المعطاءة، أعشاب وأحراش ضخمة استغلّت شح المياه لتتمدّد على حساب تلك البحيرة التي كانت تصارع أطراف تلك المنطقة بقسوة، حتى أنها انتزعت الكثير من جوانب تلك الطريق والحواف مشكّلة بحيرة كبيرة ضمن وادي ذلك الذيل، حيث تمتدّ لأطراف أرياف غمام المرتفعة المكوّنة من الصخور وأشباه الغابات الصنوبرية، وشرقاً مجرى نهر الكبير الشمالي الذي يغذّي مخزون السدّ، أما الآن فالمنطقة عبارة عن مكان جغرافي طبيعي يتألف من غابات وأحراج متنوعة وأطراف الطريق الذي أصابه الحتّ المائي والانهدام أحياناً أثناء الوفرة وعطاء السماء، أما اللافت الذي يعطي شيئاً من البهجة هو جريان خفيف للنهر الكبير الشمالي بساقية صَنعت مسطحات مائية بالكاد تكفي للعب الأطفال بطينها، لكن تلك النسمة الجبلية الممزوجة بروائح الجمال لا زالت متواجدة رغم قساوة الطقس والطبيعة.

كانت للوحدة عدة لقاءات مع رواد تلك المنطقة وأصحاب استراحات متواضعة خجولة تضم عدة كراس وطاولات يعتاشون من خلال تقديم المشروبات الساخنة والتمتّع برونق تلك المنطقة.

أحد أصحاب تلك الجلسات أكد أن هذه السنة ضعيفة جداً من حيث الإقبال السياحي، فقد يمضي يوم كامل بدون تقديم حتى فنجان قهوة لعابر طريق أو لقاصد الجلوس على هذه الكراسي والاستجمام بالطبيعة لعدة ساعات، وكل ذلك بسبب الشح المائي لهذه المنطقة، ويؤشر بيده إلى المدى البعيد ليؤكد أن مياه السد كانت تغمر كل هذه الأحراش والأشجار الموجودة بجسم البحيرة بحيث لم يعد يظهر منها سوى الفروع العليا لهذه الأشجار، ويؤكد أن الحسرة أصابت أيضاً صيادي الأسماك الذين يحاولون تأمين بعض أفراخ السمك لعائلاتهم وإضافتها إلى موائدهم الفقيرة بسبب الضائقة التي أخذت تنهك كاهل جميع الأسر.

كما صادفنا أحد أهالي المنطقة حيث يمتطي درّاجة نارية أكد بغصّة المحروم أن هذه المنطقة بالتحديد كانت ملاذاً ممتعاً لزوّار كُثر واستطرد بالقول: كان الزوّار يأتون إلى هنا من جسر الشغور وأريحا وأغلب قرى إدلب الجريحة، هي منطقة سياحية مكتملة قريبة منهم جداً وصولهم إليها لا يتجاوز من الزمن ساعة، كما كانت تنتشر على هذه الطريق جميع المؤهلات والخدمات السياحية المطلوبة بصدق وأمانة وتفانٍ بتقديم ما لذ وطاب من خيرات هذه الطبيعة كالخضراوات والفاكهة المتنوعة والتفنّن بتقديم الوجبات المطعمية بجودة عالية، كما طالب البعض بطرق زراعية لتخديم أصحاب الحيازات الزراعية وكذلك وصول صيادي الأسماك ودرّاجاتهم إلى شواطئ البحيرة.

سليمان حسين

تصفح المزيد..
آخر الأخبار