تعلموا من التنين الصيني!

الوحدة 23-6-2021

بعد إنجاز مشروع المشفى الخاص بكورونا في أسبوع معجزة صينية جديدة تمثلت في إنجاز برج مؤلف من عشر طوابق في يوم واحد.

تجربة صينية تثبت أن هذا الشعب الجبار الذي بنى سوره العظيم الذي كان أحد عجائب الدنيا مستمر في العطاء للإنسانية وقادر في كل يوم على إثبات أنه قادر على الاستمرار والعطاء وتقديم الإنجازات في الوقت الحاضر دون الوقوف على الأطلال والتغني بأمجاد الماضي كما تفعل أمة العرب اليوم.

ولعل الغيرة والاقتداء بالغير للوصول إلى الأفضل محمودة وغير مذمومة في هذا المجال ولاسيما في مجال عمل هذا الإنجاز الجديد وهو قطاع التشييد والبناء الذي تزداد أهميته اليوم ولاسيما وأننا بدأنا مسيرة إعادة الإعمار التي تتطلب السرعة في الإنجاز لإعادة بناء ما خربته الحرب الإرهابية التي شنت على وطننا وأتت على الكثير من بناها التحتية والخدمية التي تشكل إعادة بناء ما دمر منها ضرورة لإعادة عجلة الإنتاج ولتحسين مستوى الخدمات التي يحتاجها مواطننا اليوم في شتى مجالات هذا القطاع الذي يعاني ولا يزال يعاني من أمراض مزمنة طالما كانت سبباً في تكبيدنا الكثير من الخسائر وذلك نتيجة التأخير في التنفيذ وعدم الالتزام بالبرامج الزمنية للعقود وزيادة التكاليف الناجمة عن زيادة أسعار المواد الداخلة في التنفيذ وفوات المنفعة الناجمة عن عدم استثمار المشاريع في الأوقات المحددة لها وأما إن احتجنا للأمثلة على ذلك فهي كثيرة وممتدة على خارطة الوطن وما كان يحتاج لعشرات الملايين أصبح اليوم يحتاج للمليارات وكل ذلك دون اتخاذ أي خطوة باتجاه المحاسبة على هذا الهدر في الوقت والمال وهذا الكلام لا ينطبق على شرعات قطاعنا العام الإنشائي بل يمتد حتى إلى قطاعنا الخاص الذي باتت الكثير من شركاته تبحث عن أسباب تبرير التأخير حتى التنفيذ بشكل متوازٍ مع البدء في العمل أحياناً جاعلة من الظروف التي نمر بها شماعة لهذا التأخير.

وعليه فإن الإنجاز الصيني الجديد هو رسالة لمن استند على الظروف لتبرير التقصير فهل نستفيد من الدرس الصيني الجديد لتجاوز تقصيرنا… بالتأكيد هذا ما يجب علينا فعله فطلب العلم في الصين مطلوب اليوم أكثر من أي وقت مضى خصوصاً وأن العملاق الأصفر يقدم الإنجازات التي تقدم الخير للإنسانية بعكس رعاة البقر الذين أذاقوا العالم ويلات الحرب والدمار من ناكازاكي وهيروشيما إلى فيتنام والعراق وبلدنا الحبيب اليوم.

نعمان أصلان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار