العقيبة.. بين جمال طبيعتها وتواضع خدماتها

الوحدة 21-6-2021

 

كم كان رسول حمزتوف (شاعر داغستان الكبير) محقاً عندما كتب (داغستان بلدي) مصوراً إياها كأجمل بقعة على الأرض مع أنه أكد أن بلدته (تسادا) تقوم على جروف صخرية إذا جلس أهلها على ترابها لا يبقى شيء منه إلا وقد علق بألبستهم، بمعنى أن التراب شحيح جداً، ويكاد ينعدم في بقع كثيرة و يغيب تحت كتل الصخور.

لا أعرف لماذا ذكرت هذا الشاعر الدافئ وأنا أجول الأسبوع الماضي في جنبات وحارات وشوارع قريتي (العقيبة) الرئيسية والفرعية التي قال عنها الشاعر محمد عباس علي متغنياً:

من تراها، ينشق الفجر شذاها؟

وضحاه من ضحاها.. من تراها؟

قمم من حولها.. ترسم عقداً

فإذا العقد حلاه.. من حلاها

العقيبيّة.. قلها باعتداد:

شامة الحسن على خد ذراها

في قريتي حيث تتدرج الهضاب نحو خضرة طاغية أجملها على الإطلاق غابة (الدرسيني).

قريتي المحاطة بغابات السنديان والتي تستلقي على سفح جبل تكسوه خضرة الزيتون وأشجار البطم والبلوط.

كلما زرتها أحسست أني أزورها للمرة الأولى، أكتشف فيها جمالاً جديداً ومواقع تصلح للسياحة والاصطياف.

ويحق لنا أن نفاخر نحن أبناء تلك القرية بأن غاباتنا لم تمتد إليها يدّ التخريب والعبث نظراً لداوم يقظة العين الساهرة على حمايتها ورعايتها و تقليمها وتهذيبها.

حتى أن أحد الخيرين تبرع ومن حسابه بإقامة العبارات وصبّ الأخاديد التي حفرتها الطبيعة عبر مئات بل آلاف السنين.

بحيث يتم الحفاظ على نسيج تلك الغابة وحمايتها من عوامل الحت والتعرية، إضافة إلى تبليط مساحات واسعة توفر إقامة طيبة للزائرين والمصطافين وتلك الأسباب مجتمعة دفعت بمئات العائلات لقضاء أوقات من التسلية والمرح تحت ظلال تلك الغابات الطاغية في خضرتها وجمالها.

وفي زيارتي أيضاً اكتشفت للمرة الأولى عين الماء وهي نبع متوسط في غزارته يتدفق من وسط تجويف صخري وسط القرية كان عبر مئات السنين المصدر المائي الوحيد لكل التجمعات السكانية المحيطة به على امتداد عدة كيلو مترات.

صخور ذلك النبع لازلت تروي قصصاً وحكايات وتؤرخ لوقائع عديدة شهدها هذا المكان على اعتباره محطة هامة تروي ظمأ العابرين والمقيمين.

صحيح أن القرية شهدت ومنذ ما يزيد عن عقدين تنفيذ مشروع مائي لكن أهل القرية لازالوا يختزنون في ذاكرتهم كثيراً من القصص والحكايا عن ذلك النبع ويلتقون حوله يتلذذون بمياهه العذبة.

وبعد إذا ما انتقلنا لخدمات أخرى فإنه يمكننا القول أن كل الشوارع تحتاج لصيانة فورية والبعض منها أصبح من المتعذر السير عليه نظراً لكثرة الحفر التي زادت من اتساعها عوامل الطبيعة وغياب أعمال الصيانة وهنا نتوجه بالملامة لمجلس البلدة الذي لم يول هذا المرفق الاهتمام الكاف، كما لم يوّل مرافق أخرى عديدة.

ياسمين شعبان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار