أزمة بيوت الآجار وتوابعها…

الوحدة 21-6-2021

إذا بحثت لشهور وبمساعدة المعارف والأصدقاء والمكاتب العقارية وحظيت ببيت تستأجره، وطبعاً بغض النظر عن الأجر الخيالي الذي يطلبه صاحبه وعدم رضاك عن مواصفاته وموقعه، سترضى لأنك مرغم لا بطل، فأنت أمام قائمة من الشروط التي تبدو وكأنها تعجيزية وفوق طاقتك وتحملك، أيضاً سترضخ لها لأنك إن رفضت وأبديت عجزك فمكانك الشارع بالتأكيد.

أولها أتعاب المكاتب التي قرر أصحابها أن تكون ما يعادل أجرة شهر وفي معظم الأحيان تُستوفى من الطرفين لأنه لا معيار ولا ضابط يضبط عمل المكاتب العقارية على مبدأ (أنت وشطارتك)

أما الالتزامات والمصاريف الباقية فسنتركها لمن استأجر مؤخراً يسردها بأسى…

السيدة أم جعفر قالت: السلفة لماذا؟ منذ شهرين أبحث عن منزل لأستأجره لأن صاحب المنزل الذي أسكنه يريده ومضطر عليه لذلك أنا مطالبة بالإخلاء، كل المنازل التي عُرضت عليَ إما غالية وفوق قدرتي أو في طوابق عالية وإما صغيرة وغير صحية ووصلت إلى مرحلة وقبلت بأحد العروض بسبب الطلب المتزايد على بيوت الأجرة وقد جمّعت مبلغاً لا بأس به لأن أي صاحب منزل يريد أجرة عدة أشهر مقدّما وهذه لوحدها تقصم الظهر وإذا ما دفعت السلفة سأواجه بأجور النقل التي ازدادت أضعافا مضاعفة لأنني بحاجة معلم صحية ليفك الغسالة ودينمو الماء ويركبهما بالبيت الجديد كذلك معلم الرسيفر والصحن والنجار للخزائن والأسرّة وهؤلاء صارت أجورهم خيالية أيضاً ومصاريف أخرى كثيرة.

السيد إبراهيم: في كل مرة كنت أستأجر منزلاً جديداً كنت أتوجس خيفة من (شطارة صاحب المكتب) الآن صارت عندي خبرة بالمفاصلة ومعرفة التسعيرة الحقيقية.

السيدة أمل: بقيت لشهرين أبحث والحمد لله وجدت منزلاً لكنه لا يلبي طموحي ورغبتي كموقع وحارة ومع ذلك رضيت واستأجرته كما لم أعترض على السعر الخيالي رغبة بالاستقرار والراحة النفسية.

السيد أحمد قال: أكثر ما يزعجني في التنقل من منزل لآخر هو مراجعة عدة جهات والكل يعتبر المواطن بقرة حلوباً من المالية للبلدية ودفع مبلغ كسلفة لفواتير المياه والكهرباء والمكتب العقاري وحتى صاحب المنزل (ويعتبره عائداً للتو من الخليج) أنا مواطن مثلي مثلك فقط لم يحالفني القدر ويسعفني وضعي المادي لأتملك منزلاً.

السيد زهير: بعد دفع سلفة كأجرة للمنزل والفواتير يأتي نقل العفش ونقل الهاتف الأرضي (دخت السبع دوخات) حتى تمكنت من نقله وإيجاد مكان بعلبة فاضية  ولولا ضرورة البوابة لدفعت مستحقاته وتركته.

هذا غيض من فيض مما يعانيه المواطن في حال اضطر لتبديل سكنه وهو ما عبر عنه أحدهم بالقول (بعد كل الغلا والضيق المادي تفاصيل ومصاريف ولبكة وشنططة  يعني بعد الموت عصة القبر).

آمنة يوسف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار