الوحدة : 20-6-2021
ما حدث مع منتخبنا الحالي منذ بداية تشكّله وحتى لحظة نهاية التصفيات الآسيوية المزدوجة واستقالة المدرب التونسي نبيل المعلول والذي كان بديلاً عن المدرب الوطني فجر إبراهيم، هي حكاية تتكرر منذ عقود بما فيها من أخطاء كثيرة وقلة العبر المستفادة في النهاية، وخاصة فيما يتعلق بالاعتماد على المدرب إن كان أجنبياً أو وطنياً وأيهما الأفضل في اختيار اللاعبين ومن ثم الارتقاء بمستواهم حسب ما يملكه كل مدرب من خطط وأساليب لعب، لذلك نرى اختلافاً في الرأي لدى الشارع الرياضي في بلدنا بين مؤيد للمدرب الوطني ومؤيد للمدرب الأجنبي.
صحيح أن اختيار المدرب هي الخطوة الأولى في الطريق الصحيح لكن هناك ما هو أهم من ذلك بعدها، فالمدرب مهما كان نوعه حتى ينجح يجب أن تتوفر له عدة مقومات وبدونها لا يمكن الحكم عليه إيجاباً أو سلباً، مثلاً أي مدرب عليه أن يختار اللاعبين بدون أي تدخل وبدون أي توجيه وهذا ما يوجب على المدرب (إن كان أجنبياً) وجوده على أرض الواقع ومتابعة مباريات الدوري ومراقبة اللاعبين المحترفين وللأمانة هذا قليلاً ما يحصل في منتخباتنا فالأسماء غالباً تُفرض في معظمها على المدرب (الذي غالباً ما يكون من الصف الثاني) ويبقى له هامش صغير للانتقاء بينما المفروض إن كان مدرباً محترفاً ويحترم نفسه يبدأ منذ لحظة تسلمه مهمة التدريب في البحث عن ما هو جدير بارتداء قميص المنتخب دون مشورة أو تدخل من أحد في عمله، أما إن كان مدرباً وطنياً فحدث ولا حرج، فهنا جميع من حوله من أصدقاء ومقربين ومن شخصيات رياضية (بالمونة) يزجّون بأسماء لاعبين في التشكيلة وتبقى شخصية المدرب هي كلمة الفصل في هذا الموضوع.
في النهاية إن كان علينا الاستفادة فعلاً من العبر الماضية يجب على اتحاد كرة القدم المجيء بمدرب أجنبي على مستوى عال وليس مدرب (صف ثان) بالإضافة إلى تقديم كل الإمكانيات والدعم الممكن في سبيل مساعدته في عمله مع عدم توجيه أنظاره إلى لاعبين دون سواهم وتركه يختار اللاعب الذي يراه مناسباً وأن يطبّق ذلك منذ البداية (أي قبل انطلاق أي بطولة بفترة طويلة) ليكون لديه الوقت الكافي لتشكيل المنتخب الذي يريده بما يتناسب مع رؤيته وخبرته، وإن لم يتم التوقيع مع مدرب أجنبي على مستوى عال على الأقل أن يتم الاستعانة بمدرب وطني خبير وقوي الشخصية لا يرضخ لأي اعتبارات أو ضغوط لفرض واقع وأسماء لا يراها مناسبة.
مهند حسن