الوحدة: 19-6-2021
في بداية عقد الثمانينات تم توجيه الاهتمام باتجاه ربط حماة بطريق مباشر يمر في الغاب إلى بيت ياشوط، باتجاه جبلة، إلى اللاذقية وطرطوس.
مع بداية التنفيذ وظهور ملامح الطريق الذي اطلق عليه اسم (أوتوستراد) وتبيّن أن التسمية لا علاقة لها بالتنفيذ وما ينفذ هو من حارة واحدة باتجاهين.
سمعنا لاحقاً أن آراء في حينها طرحت أن يتم تحول صفته من طريق إلى أوتوستراد حقيقي، وهي فرصة ستربحها الدولة والمواطن مستقبلاً لأن العمل جار، وتحويل صفة الطريق لن تزيد في كلفته عن ١٥ بالمئة من كلفة التنفيذ آنذاك، وكان الجواب حسب قول أحد الذين اقترحوا وعللوا الاقتراح على ذلك: احمدوا ربكم على الطريق!
بطبيعة الحال، الغيورون على المصلحة العامة ومن ضمنها محاكاة المستقبل هم من الحامدين الشاكرين، وفكرة تحويل الطريق إلى أوتوستراد استبعدت.
نفس الحامدين الشاكرين طالبوا المنفذين بمراعاة المواصفات وخصوصاً لجهة عوامل الأمان والحد من صعوبة الطريق صعوداً أو انحداراً، وعلى المنعطفات التي يجب أن تراعي نسب الميول فيها حركة السيارات لتخفيف حدة المنعطفات لكن للأسف لم تراع هذه الحيثية الفنية في التنفيذ.
وأيضاً التنبيه إلى المنحدرات الصعبة والمنعطفات الحادة لم تتم الإشارة إليها عبر الشاخصات الطرقية الدالة بما فيها تنبيه السائقين للتأكد من المكابح وتخفيف السرعة.
ومع تكرار الحوادث وأغلبها في المنحدرات التي تنتهي بمنعطفات لازالت وزارة النقل تتعامل مع هذا الأمر بالتطنيش إذ لابد من معالجة سريعة له وحسب خبراء تكون بوضع شرائح تشكل طبقة دهان متدرج السماكة تفرض على السائقين تخفيف السرعة للحيطة ومراعاة الأمان لكن ذلك لم يؤخذ بالاعتبار.
في المنطقة السهلية كان يفترض أن يتصل هذا الطريق مباشرة بأوتوستراد جبلة بانياس، وبالفعل الإضبارة جاهزة، ورصدت الأموال اللازمة للتنفيذ لكن للأسف تبخر الأمر وحتى الطريق القديم الذي يؤدي إلى اتجاهي جبلة وطرطوس وبالرغم من كل الازدحام والحوادث التي تقع لم تتم له صيانة أو توسع تمكنه من تحمل كثافة السير وللعلم وفي أيام وشهور وسنوات كان هذا الطريق هو الذي يربط سورية ببعضها ساحلاً وداخلاً.
وهنا نوجه السؤال إلى وزارة النقل إن كانت الوزارة قد أعدت شيئاً لهذا الطريق لتحسن مواصفاته وإكماله إلى الأوتوستراد، والسؤال موجه إلى محافظة اللاذقية نفسها إن كان ذلك ضمن خطتها.
علي الشيباني