قرية الروضة تسعى لإثبات وجودها رغم غياب كثير من الخدمات

الوحدة 16-6-2021

 

الروضة أو قرية (بستان جيك) أي البستان الصغير، وهو اسم تركي تم تعريبه ليصبح الروضة وهي مزرعة صغيرة تابعة لمختارية الزيتونة، والتي تضم ست قرى من بينها الروضة، وتتبع إدارياً لبلدية بللورة ناحية قسطل المعافن تعتمد على الزراعة وفيها ٣مطاعم سياحية.

هذه الروضة تشكو من معاناة تتمثل بعدم تخديمها بشبكة صرف صحي وعدم وصول مياه الشرب مع حاجة القرية لتوسيع الطريق الوحيد المؤدي إليها وكل ذلك هي غير خاضعة للتنظيم.

الوحدة جابت القرية واستمعت لشكاوي الأهالي في محاولة منها لإيصال صوتهم لمن يسمع ويساهم في حل مشاكلهم…

– السيد باسم زملوط، مختار القرية أوضح بأن القرية تعاني نقصاً في الخدمات مما يؤثر سلباً على معيشة الأهالي خاصة بعدما احترقت أراضيهم، حيث تعرضت المنطقة للحرائق في ٢٠١٣ و٢٠٢٠ وقضت على ٧٠-٨٠% من الأشجار المثمرة  مما اضطر الكثيرين لمغادرة القرية، كما تطرق لمشكلة الطريق الذي يخدم القرية والذي يقول عنه بأنه الطريق الأساسي والحيوي الذي يخدم الروضة والقرى المجاورة وهو بحاجة إلى توسيع علماً أنهم تقدموا بطلب لمديرية الخدمات الفنية وتمت دراسة المشروع ولكن للحين لم يتم التنفيذ وبقيت الدراسة طي الأدراج، منوهاً بأن هذا الطريق من الممكن توسيع وتسوية جوانبه بالزفت أو عمل بانكيتات، مشيراً بأن ضيق الطريق لا يسمح بالتقاء سيارتين…

 

القرية بدون مياه شرب..

أشار المختار بأنه ومنذ دخول المجموعات المسلحة على المنطقة ومياه الشرب مقطوعة عنهم حيث أن شبكة المياه تحتاج لرحلة طويلة لتمر عبر خط طويل، خطوط جر ومضخات المياه الموجودة بزنزف والشاكرية والتفاحية وبيت عوان والميدان لتصل إلى مزرعة الروضة وهذه الشبكة تعرضت للتخريب، منوهاً بأن القرية التي ترتفع عن مستوى سد بللورة ١٥٠ متراً، ولا تبعد عن خط جر مياه قرية النملة سوى 1.5 كيلو ويقول بأنهم لولا الآبار الموجودة في القرية والتي تخف غزارتها ولا تكفي للشرب وسقاية المزروعات لاضطروا إلى شراء المياه وهذا أمر ليس مستبعد الحدوث سيما نتيجة الظروف المائية لهذا العام  والمنطقة زراعية تعتمد على الزراعة كمصدر أساسي للرزق فإذا لم تتوفر المياه ما الحل؟

صرف صحي غير قابل للتنفيذ…

تتوزع الجور الفنية في المساحات المتاخمة للبيوت والتي هي بالغالب مساحات مزروعة مما يجعلها عرضة للتلوث نتيجة التسريب الحاصل من الجور الممتلئة والذي يسبب مشكلة والذريعة كلما طالبنا بتمديد شبكة صرف تخدم المزرعة بأنه لا يوجد مصب نظامي وقرب القرية من البحيرة يمنع مثل هذا المصب.

طرق زراعية وحراجية بحاجة لترميم ..

تبلغ مساحة القرية حوالي ٤٠٠٠دونم منها ٢٥٠ دونماً زراعية، معظم المساحة حراجية، وهذه المساحة تتوزع بين الهضاب والتلال، هذه المساحات فيها خطوط نار تحتاج ترميماً، ولم يتم ترميمها، وحسب ما قيل لنا بأن خطة الترميم لا تكفي لترميم كافة الطرق، ولكن هذا لا ينفي وجود طرق لها أولوية الترميم حيث أن بعض الطرق التي تمثل خطوط نار تشكل درءاً وقت الحريق تحتاج لترميم والوعود مستمرة بترميمها حسب قول المختار مع تأكيد العم أبونزار على حاجة المزرعة لترميم الطرق مع إشارته لحريق العام الماضي الذي خلف آثاراً كارثية وهذا يشكل سبباً إضافياً لإعادة ترميم الطرق وخطوط النار.

المزرعة يغيب عنها المخطط التنظيمي…

يقول المختار عدد سكان القرية في ازدياد مما يستلزم بناء سكن جديد، وهذا يتطلب أن تكون المزرعة مشمولة بالتنظيم، وقد يقول قائل لماذا لا يتم اللجوء إلى البناء على أساس الترخيص الزراعي والذي يجيز البناء ضمن مساحة ٤ دونمات زراعية ليقول المختار: المساحات الزراعية التي من الممكن تشييد بناء عليها هي بعيدة نسبياً عن القرية فيتحمل بهذه الحالة المواطن أعباء إضافية بسبب البعد عن الخدمات والكهرباء والماء..

السياحة..

ضيق الطريق التي تصل للقرية وشح المياه شكلا عائقاً أمام حركة السياحة للقرية التي خطت خطواتها الأولى بعد ركود دام سنوات الأزمة ويضيف صاحب مطعم سيجان نزار زملوط أنه عندما فكر بتحسين منشأته السياحية ذات الطابع الشعبي اصطدم بواقع القرية غير المشمولة بالتنظيم مما شكل عائقاً أمامه بفرصة الحصول على قرض سياحي يحسن به المنشأة ويقيم فندق صغير لتقوية حركة السياحية وتعزيز مصدر دخله الوحيد.

مزرعة صغيرة بهموم كبيرة توجهنا بهذه المعطيات لذوي الاختصاص كل حسب موقعه من حيث عدم توفر المياه ذكر رئيس وحدة مياه بللورة لؤي حلوم أن شبكة المياه التي تصل المزرعة تحتاج الصيانة وإعادة التأهيل بعد تدميرها من المجموعات الإرهابية، لافتاً بأن دراسة المشروع منتهية ومن المنتظر التنفيذ كما أنه لا يمكن مد خط جر من النملة مشيراً إلى التكلفة المادية التي هي سبب كل تأخير.

– رئيس شعبة حراج قسطل المعاف برهان الأخرس بيّن أن هناك خطة محددة للترميم وبلغت هذا العام ١٤٨كم نفذ  منها 78.5 كيلو متراً منها ٥٧ حراجية حيث تم التركيز على الغابات والكتل الخضراء والمحاور المهملة منذ أيام الأزمة هي الرئيسة في خطة الترميم واستهلكت جهداً ووقتاًن لافتاً بأن الترميم  يتم في المناطق الأكثر حاجة والعمل يسير على مراحل لإنجاز كامل خطة الترميم تباعاً.

– أما رئيس البلدية فادي حاتم فقد ذكر بشأن موضوع التنظيم أنه في قانون المخططات التنظيمية يجب أن يتعدى عدد سكان القرية ٥٠٠ نسمة حتى تخضع للتنظيم وهو شرط لا تحققه هذه المزرعة وأما بالنسبة للصرف الصحي فمن غير الممكن إنشاء مصب قريب من بحيرة بللورة…

هذا هو واقع حال هذه القرية (المزرعة) والتي قالت عنها إحدى نسائها (نجاح) هي قرية غير موجودة على الخارطة والتي تتمنى أن تحظى بالتفاتة ممن هم أصحاب القرار والنظر في تحقيق مطالبها.

نجود سقور

تصفح المزيد..
آخر الأخبار