الأعلاف.. قوت الثروة الحيوانية

الوحدة 7-6-2021

مع تصاعد موجة ارتفاع أسعار الأعلاف التي تشكل حوالي 75% من تكاليف الإنتاج الحيواني, وعدم قدرة الحكومة على تأمين حاجة القطيع من الماشية والدواجن من الأعلاف, إضافة إلى التدهور الحاد في إنتاجية المراعي الطبيعية بفعل الإرهاب والحرائق والتبدل المناخي ما أدى إلى ارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية الأساسية ذات المنشأ الحيواني (لحوم- حليب ومشتقاته- فروج- بيض- أسماك) وعدم قدرة المواطن على مجاراتها.

لابد من تأمين الاحتياجات الضرورية للثروة الحيوانية والدواجن على مدار العام وبأقل كلفة ممكنة, وأمام عجز المؤسسة العامة للأعلاف عن تغطية احتياجات السوق المحلية (أبقار- جاموس- أغنام- ماعز- دواجن- أسماك) من الأعلاف وارتفاع أسعارها في القطاع الخاص أو المستوردة أو المهربة التي دخلت إلى القطر بطرق ملتوية وغير مشروعة, وعدم قدرة المربين على تحملها و تطوير قطيعهم وتحسين إنتاجه من اللحوم والحليب والفروج والبيض, لذلك يجب تنفيذ خطة زراعة الشعير المروي والشعير البعل والشعير الرعوي والشوفان والذرة الصفراء وفول الصويا المعممة من قبل وزارة الزراعة, والتركيز على إنتاج الكسبة والنخالة وإدخال زراعة الأعلاف الخضراء ضمن خطة الزراعات المروية ودعم المحاصيل العلفية (الحلبانة- الكرسنة – البيقيا- الفصة الخريفية والربيعية) وتشجيع الفلاحين على تأمين الأعلاف الخضراء لماشيتهم بزراعة أراضيهم بالنباتات العلفية نتيجة دورها الكبير في زيادة خصوبة التربة.

يجب العمل وبسرعة على إحلال البدائل العلفية الوطنية عوض الأعلاف المستوردة من خلال إنتاج وتوظيف الموارد المتوفرة والمتاحة محلياً وتطويرها مثل الاعتماد على المخلفات الزراعية والصناعية وبقايا المحاصيل الاستراتيجية التي يمكن استثمارها في تصنيع الأعلاف, وفضلات المحاصيل المختلفة والإنتاج كمواد علفية غير تقليدية في تغذية الماشية نظراً لاحتوائها على العناصر الحيوية اللازمة لتغذية الماشية والدواجن وتشجيع زراعة فول الصويا الذي يمكن استثمار مخلفاته في صناعة الكسبة كعلف للمواشي والدواجن, والاستفادة من مخلفات صناعة الزيوت مثل كسبة بذور القطن, وتفل العنب الناتج عن مصانع إنتاج عصير وتقطير العنب, ومخلفات عصير البندورة والحمضيات والتمور, ومخلفات تعليب الفول والفاصولياء والبازيلاء والفطور وغيرها من المحاصيل التي توفر العناصر الأساسية الغذائية للثروة الحيوانية, والتقليل من الأعلاف المستوردة والملوثة الحاملة للأمراض والمواد الغريبة على البيئة السورية وتوفير العملة الصعبة, وإقامة معامل أعلاف متخصصة بالثروة السمكية.

علينا زيادة المساحات الخضراء في بلادنا وتنظيم المراعي وحماية الغطاء النباتي من التدهور وزراعة الغراس الرعوية في البادية ورش البذار الرعوية في البادية وخاصة بذار الروثا والرغل بأنواعه العديدة نظراً لفوائدها العديدة على التربة والبيئة والحيوان لوقف حركة التربة وإعادة إحياء الغطاء النباتي والحد من زحف الرمال وتثبيت الكثبان الرملية, وزراعة النباتات الرعوية من قبل مربي الماشية والاستفادة من مخلفات الحقل والمزرعة والتقليم و جني المحاصيل لتأمين مصادر بديلة مجانية.

يجب تشجير المناطق المتضررة بفعل الإرهاب وترميم المواقع الحراجية التي التهمتها نيران الحرائق لعودة الغطاء الأخضر إلى بلادنا والاستفادة من الغابات والمراعي الطبيعية في تربية النحل وإنتاج أجود أنواع العسل الطبيعي وإقامة الدورات الميدانية لصقل مهارات الفنيين في المشاتل والمحميات الطبيعية في مجال إدارة المراعي والمحميات وتنفيذ الأيام الحقلية في البادية مع المربين حول رعاية الثروة الحيوانية وإدارة المراعي وتنظيم الرعي.

نعمان إبراهيم حميشة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار