هموم حرفيي الرخام والبلوك في المنطقة الصناعية بجبلة

الوحدة : 29-5-2021

 لا تقتصر الهموم التي يعاني منها العاملون في حرفة الرخام والبلوك في المنطقة الصناعية بجبلة على التأثيرات التي تركها عدم استقرار السوق في ضوء زيادة أسعار المواد الداخلية في حرفتهم وحسب وإنما تمتد معاناتهم إلى العديد من الاحتياجات الخدمية التي تحتاجها المقاسم المخصصة لهم في تلك المنطقة والتي تدخل ضمن اختصاص العديد من الجهات العامة وفي مقدمتها بلدية جبلة.

وتأتي في مقدمة هذه الاحتياجات موضوع الكهرباء، فعلى الرغم من استثناء المنطقة من موضوع التقنين فإن عدم انتظام المواعيد التي تعطى الكهرباء فيها لهم والشبكات السيئة الموجودة في مقاسمهم والخزان الذي يتعرض للأعطال الدائمة والأعطال المتكررة التي تتعرض لها الشبكة نتيجة الحمولات الكبيرة التي تتطلبها المهنة تسبب إرباكاً لعملهم تضاف إلى مشكلة ضعف التيار الذي لا تزيد قوته في أكثر الأحيان عن 180 فولت والذي يتسبب في تعطل المحركات ويزيد من صرف التيار الكهربائي ويعطي إنتاجية أقل وذلك نتيجة لحاجة تلك المحركات لسحب أمبير عالٍ دون عمل وهو ما يزيد بالتالي من فاتورة الكهرباء ويؤدي إلى حرق المحركات ويبين أصحاب الحرفة بأنهم خاطبوا مديرية الكهرباء من أجل معالجة هذا الموضوع  ولكن دون جدوى ودون استجابة حتى الآن.

 ولا يبدو حال المياه بأفضل من الكهرباء حيث لا تأتي المياه إلى المنطقة حتى الساعة الحادية عشرة وهو ما يؤدي إلى تحملهم أعباء إضافية لتأمين المصادر المائية التي تحتاجها حرفتهم علماً بأن الفواتير التي يدفعونها صناعية وذات الشيء بالنسبة للهاتف الذي تتصف شبكته بالسوء وذات الشيء بالنسبة لخدماته ولاسيما الانترنيت السيئة جداً.

 أما الصرف الصحي فحدّث ولا حرج كون خدماته لا تتوافق مع طبيعة المنطقة حيث تغيب المطريات عن المنطقة وهو الأمر الذي يؤدي إلى تحول المنطقة إلى مستنقعات عند هطول الأمطار التي أدت في العديد من الحالات إلى التأثيرات على البيوت القريبة من المقاسم  الصناعية ولاسيما في الشارع القريب من مدرسة آفاق المستقبل وكل ذلك رغم المطالب المستمرة بإيجاد حلول لهذه المشكلة والتي بقيت دون استجابة حتى الآن بعد الإشارة إلى أن القسم المخصص لهذه الحرفة بحاجة لصهريج لتصريف الكمية الناجمة عن عمله والتي يتم تصريفها على حساب العاملين بالحرفة بعد عدم استجابة بلدية جبلة لمطالبهم بتأمين صهريج خاص للقيام بهذه المهمة.

 ويضاف إلى ما قدمناه موضوع ترحيل البقايا وصغر مساحة العقارات المخصصة لكل حرفي والذي يكفي لمزاولة المهنة التي يقوم بها وفقاً للترخيص الممنوح له والذي يتضمن صناعة البلوك مع البلاط والرخام إضافة لمسألة تأمين الوقود الذي يتم تأمينه بأسعار السوق السوداء في ظل عدم توفر المخصصات الصناعية وصعوبة وتعقيد الإجراءات اللازمة للحصول عليها إن وجدت وهو الأمر الذي يحمّل أصحاب الحرفة تكاليف إضافية تضاف إلى التكاليف الأخرى  الناجمة عن ارتفاع أسعار كافة مستلزمات الإنتاج الذي يقومون بإنتاجه وهو ما يؤثر بالتالي على المستهلك في النهاية.

علماً بأن هذا الارتفاع الحاصل في أسعار مستلزمات الإنتاج مرتبطة بسعر الصرف وارتفاع أجور النقل وأسعار المواد الأولية المستجرة من المقالع والتي تضاعفت أكثر من 3 أضعاف نتيجة لارتفاع أسعار الوقود المستخدم في النقل أو تشغيل آليات المقالع (تركسات- بواكر…) والتي تعمل جميعها على المازوت.

وفيما يقول أصحاب الحرفة بأن دور المؤسسات الخدمية (الكهرباء- المياه…) يقتصر في غالب الأحيان على دفع الفواتير والرسوم المستحقة لهم فقد أكدوا بأن العلاقة مع المؤسسة العامة للجيولوجيا لا تختلف عن هذا التوصيف لاسيما أن المؤسسة تجول عليهم وتنظم الضبوط بحقهم على الرغم من أن دورها يجب ان يكون في الرقابة على المقالع والمواد التي  تخرج منها لا في المعامل لاسيما وأن لدى المؤسسة مراقبون في المقالع لضبط كميات المواد التي تخرج منها.

 أما ومن المواضيع التي ترهق أصحاب المقاسم الصناعية على صعيد التكاليف ارتفاع أسعار الاسمنت الأبيض الذي وصل سعر كيسه إلى 38 ألف ليرة وذات الشيء بالنسبة لأسعار النحاتة والمواد الأولية والتي ارتفعت بحجة ارتفاع تكاليف النقل الناجم عن ارتفاع أسعار الوقود المستجر من السوق السوداء إضافة لارتفاع أجور العمالة الناجم عن قلة اليد العاملة الخبيرة  والتي لا تقل أجرتها اليومية عن 10 آلاف ليرة سورية إن وجدت أضف إلى ذلك حركة  السوق الضعيفة وضعف القوة الشرائية لدى المواطن والتي تترك آثارها السلبية على أصحاب الحرفة أيضاً الذين يعانون وإضافة لكل ما تقدم من كثرة حالات السرقة التي تعرضت لها منشآتهم في ضوء عدم استجابة الجهات المعنية لإقامة مخفر أو التخصيص دورية يومية لحماية تلك المنشآت من السرقة إضافة لمعاناتهم الناجمة عن عدم وجود لجنة حرفية تخصهم في جبلة وهو ما يضطرهم للذهاب إلى اللاذقية لإنجاز أي أمر يتعلق بهم وبحرفتهم.

 نعمان أصلان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار