الوحدة : 29-5-2021
الواقع الاقتصادي الصعب الذي تفرضه ظروف الحرب والحصار الاقتصادي الجائر يستدعي التفكير بعقلانية وحكمة في تأمين الأمور الغذائية والمعاشية للمواطنين , والزراعات المنزلية مشروع ناجح ولد من رحم المعاناة التي ألمت بحياتنا اليومية وهي إحدى البدائل الناجعة للتخفيف ما أمكن من وطأة وتداعيات الحصار المجرم المفروض على شعبنا وبلادنا.
الزراعات المنزلية في الفسحات الصغيرة بين الأبنية وفي الوجائب والشرفات وفوق الأسطح وجميع الأماكن المتاحة بالخضار والأزهار ونباتات الزينة والورود الطبية والعطرية وأعشاب المشروبات من النباتات الطبيعية والبذور الطبية في بيئة نظيفة نقية بعيدة عن الأسمدة الكيمائية والأثر المتبقي, لها فوائد اقتصادية وبيئية وغذائية والمساهمة في توليد الأوكسجين وإعطاء اللون الأخضر للمدينة ولمسة جمالية تبهج العين وتريح البال والنفس.
الزراعات المنزلية تعزز صمود الأسر وتشكل العمود الفقري للغذاء اليومي للأسرة وتحسن سبل المعيشة, زراعات سهلة رخيصة من حيث التكلفة المادية تساهم في إنتاج خضروات طازجة آمنة صحياً وبيئياً وتخفيف أشعة الشمس المباشرة والحرارة العالية عن المنازل والمحافظة على نسبة الأوكسجين في الهواء واستهلاك ثاني أوكسيد الكربون وتوفير المياه والتخلص من الكراكيب والاغراض المهملة وغير المستخدمة المخزنة فوق الأسطح وفي الشرفات.
تساهم الزراعات المنزلية في دعم النشاط الاقتصادي والحرفي والإنتاجي وتحقيق الأمان والاستقرار الاجتماعي وتحقيق العائد المالي الجيد وتحسين الواقع المعيشي والحد من الفقر لشرائح واسعة من السكان والتخفيف من تداعياته الاجتماعية السيئة على الفئات الهشة من المجتمع والمساهمة في تحقيق الأمن الغذائي من خلال تأمين الاكتفاء الذاتي للأسرة السورية وتأمين قوت اليوم ومونة الغد من الخضار والمواد التي تحتاجها الأسرة وتأمين مورد رزق إضافي وتحسين دخل الأسر الفقيرة.
المطلوب : نشر ثقافة الزراعات المنزلية والتوسع بزراعتها وتنويعها لتصبح جزءاً من أولويات الأسر في المدينة والريف والترويج الإعلامي التوعوي لأهميتها والتعاطي الحكومي الإيجابي ممثلاً بوزارة الزراعة ومديرياتها والاتحاد العام للفلاحين وتأمين الغراس والشتول والبذور مجاناً وبأسعار تشجيعية ميسرة والاستعانة بنماذج وتجارب الدول المتطورة لتعميم زراعات ذات مردود وعوائد اقتصادية جيدة ومطلوبة دوماً لتلبية احتياجات المنزل.
نعمان إبراهيم حميشة