العـــــدد: 9310
الثلاثــــاء 12 آذار 2019
هناك أمور عديدة، وأفعال متعددة نقوم بها من دون أن نقدّر حجم خطورتها على حياتنا كتناول بعض الأطعمة والأشربة، وجبات سريعة ( الأركيلة) التي تضر بالصحة.
التدخين بأنواعه المتعددة من السيجارة إلى النرجيلة، والغليون ( البايب) وأحياناً أخرى يلجأ البعض إلى مضغ التبغ ( تحشيش).
إذا هي ظاهرة التدخين المنتشرة في المجتمع، والأكثر انتشاراً تدخين السيجارة والنرجيلة ولقد ساهم في انتشارها كثرة المقاهي ( والكافتيريات) في أكثر المناطق في المدينة، لما تقدمه من مردودٍ مادي كبير لأصحابها دون التفرقة بين صغير وكبير عند تقديم تلك الخدمة، وقد أدى ضررها إلى ارتفاع نسبة الوفيات بسرطانات البلعوم والشفاه، وتلف الرئتين وأمراض القلب عند كل إنسان يتعاطى التدخين الزائد، واثبتت الدراسات الحديثة بأن مادة التبغ تحوي حوالي 4000 مادة سامة وخطيرة، أهمها أول أكسيد الكربون الذي يسبب للمدخن انخفاضاً في الاوكسجين في الدم، ومادة القطران المسرطنة، ومادة النيكوتين التي تسبب الإدمان ويقال إن عدد الوفيات في العالم نتيجة التدخين هو 100 مليون شخص تقريباً، فالكثير يلجأ إلى التدخين بحجة نفث همومه وتخفيف التوتر والقلق، أما المراهقون وصغار السن فإنهم يعتقدون بأن السجائر تدخلهم عالم الكبار وتعد إثباتاً للرجولة، كما ساعد انشغال الأهل بالأمور المعيشية الضاغطة والصعبة إلى جنوح بعض الأولاد نحو تلك الظاهرة من خلال معاشرة أولاد السوء وتوفر مواد التدخين، وعدم تقيد أصحاب المقاهي بالقوانين التي تحدد عمر الشخص المسموح له بتدخين النرجيلة وهو 18 عاماً ونتيجة تساهل الجهات الوصائية بالدولة في تطبيق تلك القوانين.
نستطيع أن نعتبر بأن المدخن هو مشروع مريض، لا بل مريض ويجب علاجه لأن الأمراض التي يسببها التدخين كما قلنا بأنها عديدة وخطيرة جداً وأكثرها من النوع المسرطن والمميت، هذا من الناحية الصحية، أما من الناحية الاقتصادية فإن المدخن يُنفق أموالاً طائلة على شراء السجائر ومستلزمات النرجيلة من معسل وفحم فلو قام بصرف تلك الأموال على غذائه وكسوته أليس كان ذلك.
أخيراً نستطيع القول إنّ المدخن يقوم بفعل الانتحار البطيء.
حسن علاّن