جثث حيوانية وأكياس قمامة على رصيف.. وأشياء أخرى!

الوحدة 12-5-2021

  

 

الساحة العامة خلف صيدلية الوحدة والجسر الحديدي على شارع الثورة، يبدو أن هذه المنطقة أصبحت مقراً ومستقراً لرمي الجثث المنزلية، جثث الحيوانات التي كانت أحضان أصحابها مرتعاً لفروهم ووبرهم الناعم (المدلّل)،علماً أن ظاهرة هذه التربية نمت وتألق بريقها خلال عدة سنين مضت وهي سارية إلى يومنا هذا بزخم أكبر، أي أنها انتشرت في أصعب الأيام الاقتصادية التي تخيّم على أغلب العائلات، رغم الصعوبة بتأمين الاحتياجات اليومية في ظلّ الغلاء والضائقة المستشرية، وهذا الحديث ينطبق على أغلب العائلات ريفاً ومدينة، لأن هناك طبقة مخملية هي غاية بالغنى وغير مكترثة لهذا الوضع الصعب، والاعتقاد الأكبر أن هذه الجُثث المرمية على قارعة الرصيف خرجت من تلك المنازل ذات الرفاهية المتناهية والدليل هو الكيس الذي يضم الجثة، وبالعودة إلى ذلك الرصيف الذي يحوي هاتين الجثتين تفوح منهما روائح تكسر المشاعر والخواطر، في الإنسانية الآدمية يُقال (إكرام الميت دفنه) ونحن نقول لأصحاب تلك الجثث أكرموا فقط العشرة الحسنة والمشاعر الإنسانية إن كنتم تملكون، بالإضافة إلى الوقت الذي قضيتموه سوياً عداك عن الطاقة الإيجابية الكبيرة التي يمتلكها هذا الحيوان الأليف قطاً كان أم كلباً، أبعدوها عن أعين المارة على أقل تقدير، أما الزاوية الأخرى ونفس الرصيف جانب الشاحنة الصغيرة النافقة أيضاً فهي تتحدث عن أمور أخرى خاصة بتلوث المكان والأوكسجين العام وهي ذات روائح لا تقلّ عن تفسخ الجثث، هي عبارة تواليت مخصّص للعموم ومكبّ نفايات.

 

وبالعودة إلى عادة تربية الحيوانات المنزلية وهذه أمنية شخصية، مثلاً (كلب هاسكي) صغير سعره حوالي ٤٠٠ ألف واللقاحات التي من الضروري إعطاؤها لها قيمة أخرى.

 

إذا قلبنا المعادلة الحيوانية نفسها وقمنا بشراء خروف أو جدي وهذا المبلغ قد يجلب الإثنين معاُ، فهما لا يحتاجان أي لقاح ولا مكاناً دافئاً داخل المنزل ولا طعاماً فاخراً لحمياً، يكفيه جزء من البلكون أو الحديقة المنزلية، طعامه مكوّن من بعض الأعشاب والخبز اليابس وسيكون ممتناً بتقديم بعض الشعير بين الحين والآخر، كما أن شكله جميل ويمتلك وجهاً بشوشاً مُفرحاً يتقبّله الجميع وخاصة الأطفال.. رأي شخصي قد لا يعجب الكثيرين ممن ترافقهم الكلاب بسياراتهم لأنها الموضة والبرستيج المتداول.

سليمان حسين

تصفح المزيد..
آخر الأخبار