السعادة مسألة نسبية

الوحدة : 8-5-2021

من كان راضياً كل الرضى عن حياته  فليرفع يده، من المؤكد أن أولئك الذين سيرفعون أيديهم هم الذين يعرفون معنى الرضى النسبي في الحياة، ومن يعتقد أن من حقه أن يقلبها (مناحة) لأن حياته الزوجية فيها بعض المشكلات، ربما يغير رأيه عندما يعلم أنه لا وجود على الإطلاق لحياة زوجية خالية من المشكلات.

انظر حولك وتأمل حياة المقربين منك، وستتأكد من هذه الحقيقة، وإن لم يكن الوضع من حولك معيناً لك على ذلك، فلتنظر في شكاوي الناس عبر المنتديات الإلكترونية، أو استمع إلى شهادات العارفين في هذا الشأن.

من المهم أن يدرك المرء أن لكل شخص في هذا العالم أسبابه التي تدفعه للشكوى،  وإن كان بعض الناس يستطيبون الشكوى الدائمة، فإن آخرين يتكيفون مع واقعهم، ويعملون من أجل تحسين شروط حياتهم .

هذا الزوج يشكو من زوجته لا تساعده على تنظيم أموره الخاصة بالعمل، وتلك المرأة تشكو من أن زوجها لا يعينها في أعمال البيت، وهذان الزوجان يشكوان من أنهما مختلفان في طريقة التعامل مع المال..

وقد يكون الاختلاف عاطفياً، فهذه امرأة تشكو من أن زوجها لا يعيرها اهتماماً كافياً عندما تكون متضايقة، وهذا رجل يقول إنها متصرفة عنه للاهتمام بأطفالها وصديقاتها، كثيرة هي المقالات التي تتحدث عن ضرورة فتح وتسليك خطوط الحوار بين الزوجين، لكن من الوهم الاعتقاد أن فتح تلك الخطوط يعني القضاء على أسباب الشكوى، إن أقصى ما يفعله الحوار هو أنه يبرد نار الغضب والاستياء، ويسمح لكل طرف بأن يفهم الآخر ويتفهم مواقفه أما أن يحل المشكلات والاختلافات فذلك من المستحيلات.

إن الزواج بهذا المعنى هو عملية تكيف دائمة مع الذات والآخر، وهو انتقال عبر مراحل مركبة، حيث يحدث التغير على مستوى العلاقة وإذا اشتكى أحد الزوجين قائلاً إن زوجتي كانت تتصرف على نحو كذا ثم تغيرت كلياً فقل له وما الغريب في ذلك؟ إننا جميعاً نتغير، وعلينا أن نتكيف مع تلك التغيرات لنكون أقل اغتراباً وأكثر تفاهماً.

لمي محمد معروف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار