الوحدة : 7-5-2021
هؤلاء هم العمّال الحقيقيون، العمّال الذين يخرجون في وقتٍ يكون فيه الجميع بحالة استراحة أو عطلة، ونحن الآن بأيام الشهر الفضيل، حيث يتم تخيف الدوام بقرارات وزارية، لكن هناك من يتوجب عليهم الدوام بحكم طبيعة أعمالهم، وهؤلاء يجب العمل حمايتهم ورعايتهم بكافة الظروف، بعضهم يداوم خلف (مكاتبهم) معزّزين مكرّمين ومخدّمين أيضاً، والشكر والتحية (الرسمية) تقع عليهم والتقدير والتكريم أيضاً، أما الذين يصارعون مخلّفات وقساوة الطبيعة وأدوات العمل، فهؤلاء عبارة عن مجسّمات متحرّكة بنظر الكثيرين، هذه مهامهم، لكن بالحقيقة هم عمّال الدولة الحقيقيون، وشتّان ما بين الموظّف خلف مكتبه والعامل على أرض الواقع، وكل ما سبق ينطبق على عمّال البلديات والصرف الصحي وكذلك الاتصالات والكهرباء وما شابه، حيث يقع على عاتقهم التعرّض لأقسى أنواع المخاطر، والحديث اليوم حول عمّال البلدية وتحديداً عمّال الرافعات، حيث يحمل هذا العامل منشاره الآلي قابعاً ضمن صندوق بمساحة تسمح له بالتفاف فقط، كم نوعاً من المخاطر المميتة سيتعرّض لها لحظة حمله إلى الأعلى بتلك الرافعة الطويلة التي هي الأخرى تتمتّع بمخاطر متعدّدة، سيكون منشاره القاتل بيده وعينه على الفروع التي سيتم نشرها بالإضافة إلى الحذر من الشبكات الكهربائية التي قد تعترض سير العمل، الجَزَع ورعشة الخوف الكبرى من خلال التمايل الذي يُحدثه الارتفاع، بالإضافة إلى عملية النشر في أعلى تلك الشجرة أو النخلة العملاقة وما تحمل من غبار وتطاير لرزاز النشر، كما أن عملية نقل تلك البقايا وتحميلها بالشاحنات هي عملية شاقّة وخطيرة أيضاً بسبب الوقوف الاضطراري لتلك الشاحنات مخالفة تعاليم الوقوف والسير، وهنا تكمن العبرة والتفاصيل ،حيث يُفترض عند القيام بتلك الفعّاليات وخاصة ضمن المنصّفات وعلى الطرقات شبه السريعة أن يكون هناك تنسيق مع شرطة المرور واصطحاب أحد عناصر شرطة الدرّاجات النارية مع ورشات العمل مزوّدين بالشاخصات التي تعبّر عن وجود أعمال تنظيف أو نقل أو حفريات ،فهذه الأعمال تّعد منطقة خطورة على حياة عامل أو عابر سبيل بسبب الإشغالات وتضيّق المكان على المشاة والعربات.
سليمان حسين