احتباس الأمطار.. وآثار سلبية كبيرة

الوحدة 4-5-2021

 

الماء من أهم أسباب البقاء والحياة للطبيعة والناس ومصدر من مصادر القوة في حياة الإنسان والحيوان والنبات… الواقع المناخي الذي تعيشه بلادنا الآن في ظل انخفاض معدلات هطولات الأمطار هذا العام ينذر بالمصاعب وتفاقم الطلب على المياه والحاجة الماسة المتزايدة للغذاء في ظل الظروف المناخية المتقلبة السائدة وتفاقم تناقض المياه السطحية والجوفية بشكل كبير والجفاف وشح الموارد المائية المتجددة المحدودة.

نحن مقبلون على صيف حار ينذر بوضع صعب في مجال تأمين مياه الري للأشجار المثمرة والمزروعات وتأثر المياه الجوفية ونقص حاد في مياه الشرب وتأثر الغطاء النباتي ونباتات الرعي والأحراج وارتفاع نسبة ملوحة الأرض وزيادة نسبة التلوث وكثرة النباتات الضارة في المجاري المائية ومجاري الصرف الصحي وتدهور التوازن البيئي والتنوع الحيوي وتأثر الموسم السياحي والسياحة الطبيعية والريفية وزيارة الأنهار والسدود نتيجة شح المياه في السدود لعدم جريان الأنهار, ومعاناة المزارعين من نقص المياه وتقنينها في الصيف وتأثر المواسم الزراعية الأساسية _ الزيتون – الحمضيات- الخضروات) بالعطش والجفاف وحاجتها لمياه الري في الصيف ما يؤدي إلى تدهور الإنتاج الزراعي والحيواني كماً ونوعاً وارتفاع أسعار الزيت والزيتون والحمضيات والفواكه والخضار ومعاناة المواطن من الغلاء .

القطاع الزراعي هو الأكثر استهلاكاً للمياه في سورية ولابد من التحول للري  الحديث في ري وسقاية الأشجار والمزروعات بطرقه المختلفة (الرذاذ- التنقيط) بدلاً من أساليب الري التقليدية  ما يؤدي إلى زيادة المساحات المزروعة وزيادة الإنتاج والمردود الاقتصادي وتوفير الرطوبة المناسبة للأرض وحول الأشجار والنباتات لتأمين نموها أثناء الجفاء ومنع انجراف التربة وتقليل اليد العاملة وتخفيض تكلفة المنتج على المزارع والمواطن.

يجب إقامة السدود والسدات الطبيعية في أغلب المناطق التي تسمح الشروط الجغرافية بذلك سيما وأن بيئة المنطقة الساحلية تساعد على ذلك لتعويض شح المياه وخاصة الوديان حيث تشكل الجبال والمرتفعات حواجز وموانع طبيعية لحجز المياه وتخزينها واستخدامها للسقاية والري في فصل الصيف والجفاف وتلطيف البيئة والمناخ والحفاظ على التنوع البيئي والحيوي وقد ساهم هطول الثلوج مؤخراً على المرتفعات في تحسين مستوى تخزين المياه الجوفية ورفع منسوبها.

علينا التجهيز والتحضير لمواجهة الاحتباس الحراري والظروف الجوية والمناخية الطارئة لتقليل المخاطر وتخفيف الأضرار وترشيد استهلاك الموارد المائية والبحث عن الوسائل التي تتناسب مع مناخنا وبيئتنا لنتمكن من الاستفادة من كل قطرة ماء متاحة ووضع الضوابط لها للوصول إلى تحقيق الأمن المائي والغذائي.

نعمان إبراهيم حميشة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار