الانتخابات الرئاسية… محطة جديدة في مستقبل البلد السياسي

الوحدة : 30-4-2021

عندما نتكلم عن سورية ينداح عطر التاريخ بعيداً بكل الرقي والحضارة الانسانية

وعلى موعد مع عرس الاستحقاق الرئاسي..

عرس الشعب العنيد لوطنيته وكرامته، موعد مع كل مواطن سوري آمن بسوريته.. آمن بانتمائه لوطنه ولأمه سورية.

كانت لنا الوقفة التالية في لقاء مع الصحفيين مهران سلوم وبشرى رجب.

الاستاذ مهران عنون لقاءه: (الاستحقاق الرئاسيّ بين الواقع والطموح)

في بلد عانى من ويلات الحرب أكثر من عشر سنواتٍ، وأرهقته الخطوب، وقضّت مضجعه الحروب.

في هذا البلد المكبّل بالأسى يضمّد أبناؤه جروحهم ويستعدّون لكتابة التاريخ من جديد، بحروف مرصّعة بالذهب، كما اعتاد أبناء هذا الوطن الصامد على فعله عبر سنوات طويلة من تاريخهم النضالي الذي يبدأ مع فجر التاريخ ويستمر إلى نهاية الزمان…

والاستحقاق الرئاسي هذا العام يتجاوز التسمية فهو استحقاق هوية واستحقاق وجود واستحقاق حياة قبل أن يكون استحقاقاً رئاسيّاً ، ولعلّ فهم شعبنا هذه المسألة الجوهرية هو ما يفسّره ارتفاع عدد المشاركين إلى واحدٍ وخمسين مرشحاً بعد انتهاء الموعد المخصص للترشيح لمنصب رئيس الجمهورية العربية السورية.

وما الرسائل التي يحملها الاستحقاق الرئاسي؟

هي رسائل عدّة ، من أبرزها:

– إنّ سورية البلد الذي تكالبت عليه أمم الأرض مازال نابضاً بالحب والحياة.

– إنّ شعباً محبّاً للحياة كالشعب العربي السوري لا يمكن أن توقف دورة الحياة فيه ثورة الطغيان ولا مؤامرات البهتان.

– إنّ سورية بعد عشر سنوات من الحرب والتضحيات لن تقبل أن تخسر معركتها الوجودية مع أعداء الله والإنسانية، وسوف تستغل كل مناسبة لإثبات ذلك، وأنّها مثل طائر الفينيق يستعيد حياته من تحت الرماد.

اما الأستاذة بشرى رجب أشارت إلى أن الانتخاب والمشاركة في هذا الاستحقاق الوطني هو الخطوة التي تعد الأكثر أهمية في تاريخ سورية الحديثة (ما بعد الحرب).

الانتخاب هو الحق الشرعي للمواطن السوري الذي يعكس التزامه بمفهوم (الديمقراطية) وتطبيقها بشكلها الأمثل، السوريون منذ الأزل كانوا رافضين لأي تدخل خارجي يخل بمبدأ وسيادة الأرض السورية أو إسقاط شرعيتها والنيل من وحدتها الجغرافية ومنعها من ممارسة سيادتها على أرضها والتدخل في شؤون البلاد الداخلية. السوريون وحدهم القادرون على تقرير مصيرهم بأنفسهم.

جميع فئات الشعب السوري في الداخل والخارج هم معنيون بالمشاركة في هذا الاستحقاق الوطني على الرغم من الاعتراف بوجود بعض العوائق من تضييق الخناق على المنتخبين السوريين في الخارج في الوصول لمراكز الاقتراع إما بسبب جائحة كورونا أو بسبب سياسات الدول الغربية المتبعة والتي تتعلق بالملف السوري حيث أنها تحاول مسبقاً التشكيك في نتائج الانتخابات والذهاب إلى سيناريو أكثر ابتذالاً وهو (عدم الاعتراف بها) إن أمكن!

نحن اليوم أكثر قوة ولطالما كنا أصحاب حق ملتزمين كل الالتزام بواجبنا المقدس تجاه سوريتنا نحمل جرح الحرب وندبتها في القلب لأننا نعلم أننا نرسم بدماء شهدائنا غدنا ومستقبل الأجيال القادمة.

صوتنا اليوم هو أمانة والتزام بالاستحقاق الدستوري الذي يحدث اليوم في أقسى الظروف سواء أكانت صحية أم اقتصادية ما هو إلا محطة جديدة في مشوار مستقبل البلد السياسي الذي لا ينتهي.

نور محمد حاتم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار