الانتخابات الرئاسية.. استقلالية القرار الوطني السوري

الوحدة: 28-4-2021

 

 

 من خلال الإعلان عن الانتخابات الرئاسية القادمة، يستأنف المسار الدستوري في سورية أخذ مجراه الضروري والهام في هذه المرحلة الاستثنائية، لأن إجراء الانتخابات في موعدها دليل على انتصار إرادة الشعب السوري وإصراره على متابعة حياته واختيار رئيسه وفق الدستور، وهذا ما يؤكد استقلالية القرار الوطني السوري بعيداً عن التدخلات الخارجية ورهانات الدول التي حاولت طيلة سنوات الأزمة تعطيل الحياة في مؤسسات الدولة وتجميد عملها، وبالتالي تأتي هذه الانتخابات تتويجاً لانتصارات هامّة، حققّتها سورية ضد الإرهاب ، حققها الجيش والشعب بتآزرهما وتكاتفهما ، فكلاهما يقوم بمحاربة الإرهاب من موقعه ، وكلنا إيمان أن كل صوت سوف يتم الإدلاء به في صناديق الاقتراع هو ضمان لمستقبل سورية وصمود مؤسساتها. إن الاستحقاق الرئاسي هو استحقاق دستوري يُحترم من قبل مؤسسات الدولة وأفرادها على امتداد الجغرافية السورية, لكن – وفي إطار التحضير للانتخابات الرئاسية التي حُددت من قبل مجلس الشعب السوري في السادس والعشرين من الشهر القادم- قد يراهن الكثيرون على هذه الانتخابات نظراً لاستثنائية المرحلة التي تشهدها سورية، والتي تفرض مقاربات جديدة مختلفة شكلاً ومضموناً بطابعين رئيسيين: الأول سياسي، والثاني اقتصادي بأبعاد ترقى لمستوى الحرب الكاملة، وهنا يبرز دورنا كشعب سوري واعٍ ووطني، وهذا ما أثبتته الأيام على اختلاف المراحل الزمنية، وذلك بممارسة حقنا وواجبنا الدستوري بالانتخاب رغم الإرهاب الاقتصادي، والعقوبات الجائرة، والظروف المعيشية الاستثنائية، انطلاقاً من أن المشاركة الفعالة في هذا الاستحقاق الدستوري هو الخيار الضامن لاستقلالية القرار الوطني، وهو ما يؤكد أيضاً أن سورية ماضية نحو مستقبل جديد؛ يرتكز على شعب سوري حدد خياره ومستقبله، وحدد أيضاً نهجه في اختيار واقع سياسي يتمتع بمناخ ديمقراطي ومرشحين لديهم برامج سياسية واضحة لسورية وللمواطنين السوريين على اختلاف أطيافهم.

لاشك أن لهذه الانتخابات أهمية كبيرة لما لها من انعكاسات على كافة الأصعدة، فهذه الانتخابات تأتي بعد مرور سنوات من الحرب على سورية وبالتالي ما قدمه شعبنا من الصمود والتضحيات ستُجنى ثماره لأننا جميعاً ندرك أنها انتخابات مصيرية ستحمل رسائل على الصعيدين المحلي والخارجي لنؤكد من خلالها بأن سورية بلد ذو سيادة وصاحب قرار مستقل ودولة مؤسسات لا تخضع للضغوط الخارجية، فالشعب السوري سيقول كلمته الوطنية، وسينجز استحقاقاً دستورياً مهماً على طريق نصره الكبير على الإرهاب وداعميه، وسيوصل رسالته للعالم كله، ومفادها أنه هو فقط من يقرر مصيره، ويرسم مستقبله، ومن هنا فإن عملية المشاركة بالانتخابات مسؤولية وطنية كبيرة تقع على عاتق الشعب الذي يمتلك الإرادة ليكون اختياره بمثابة رد على الإرهاب ورسالة نصر يوجهها الشعب السوري للعالم بأنه سيمارس حقه الدستوري بكل حرية رغم الأوضاع الراهنة حرصاً على السيادة الوطنية والقرار السياسي الوطني الذي سيعززه من خلال توجهه إلى صناديق الاقتراع وصوته الذي سيسقط به ورقة التآمر من يد المراهنين على هذه السيادة وأدواتهم في الداخل والخارج.

فدوى مقوص

تصفح المزيد..
آخر الأخبار