جهود حماية الثروة الحيوانية في طرطوس هل توفر لها الاستقرار؟

 

الوحدة 27-4-2021

 لوحظ توجه العديد من سكان الريف بطرطوس خلال العامين الأخيرين إلى شراء خراف صغيرة وتكبيرها وتعشيرها لزيادة عددها.

 يأتي ذلك في وقت تعرضت فيه الثروة الحيوانية في البلاد إلى نقص قدر بنسبة تزيد عن 40% نتيجة الحرب، كما تعرضت فيه الأبقار لمرض التهاب الجلد العقدي العابر للحدود العام الماضي، إضافة لنفوق عدد من الخراف جراء الباستريلا في الساحل العام الماضي، فيما تحاول المؤسسة العامة للأعلاف ممثلة بفرعها بطرطوس، إضافة لمشروع التنمية المتكاملة للثروة الحيوانية والجهود المتتابعة من وزارة الزراعة لإعادة إحياء وتنمية الثروة الحيوانية على مستوى المحافظة بوقت بدأ العديد من المربين يلوحون بالتوقف جراء ارتفاع تكاليف التربية من علف ومحروقات وأدوية، مع مطالبة العديد من المربين بالتركيز على دعم وحماية القطعان المحلية لأنها أكثر جدوى اقتصادية من الأبقار المستوردة من حيث تحمل الأمراض والقيمة المالية والاستجابة للمواد العلفية المتوفرة في المحافظة وضبط أسعار الصرف مع العمل على زيادة عدد الأطباء البيطريين في الوحدات الإرشادية وإلزامهم بالكشف على الأبقار بشكل دوري ومعالجتها، وإعطاء اللقاحات اللازمة وتوفيرها، وإقامة دورات تدريبية بهذا الخصوص وتأمين أعلاف الدولة في المؤسسة والبيع دون فتح دورات علفية..

المؤسسة العامة للأعلاف

بيّن المهندس محمد حسين مدير فرع المؤسسة العامة للأعلاف بطرطوس أن الدورة العلفية للأبقار والتي بدأت من 28/3/2021 مستمرة لغاية 28/5 بمقنن 50 كغ جاهز حلوب وفق جداول التحصين للحمى القلاعية لعام 2020 شملت الدواجن والأبقار فيما تستمر الدورة العلفية للدواجن لغاية 10 أيار القادم حيث يرتبط عدد الدورات العلفية وإقرارها من مجلس الإدارة بتوفر المواد الأولية وإنتاجية المعامل ولفت حسين أن أسعار العلف المباع لمربي الثروة الحيوانية يقل عن سعر السوق بنسبة كبيرة ويقدم بجودة عالية وذلك بهدف دعم استمرار عمل المربين وخفض تكاليف إنتاج الفروج والبيض والحليب ومشتقاته إضافة إلى شحن كميات أخرى إلى المحافظات المجاورة، أما العملية الإنتاجية فكانت قد شهدت زيادة ملحوظة بعد إنجاز أعمال تطوير وتأهيل المعمل علماً أن أرصدة ومخزون المواد العلفية الموجودة في الفرع جيدة لجميع المواد العلفية، فيما يعترض سير العمل في الفرع بعض الصعوبات أبرزها ضرورة تأمين السيارات لنقل المواد العلفية من المرفأ إلى المراكز بسبب والفروع وفي الوقت المحدد وارتفاع أجور النقل وتغيرها المستمر وقلة وقدم وسائط النقل بالفرع والتقنين الكهربائي الكبير وصعوبة تأمين المازوت يؤثر على إنتاجية المعمل وهذا يتطلب زيادة عدد ساعات العمل لتعويض النقص، أما بخصوص موضوع عدم بيع مؤسسة الأعلاف الذرة الصفراء مطحونة للمداجن فيشير المهندس محمد حسين مدير فرع مؤسسة الأعلاف بطرطوس أن المؤسسة تقوم ببيع المواد العلفية كمادة أولية ولا تبيع أي مادة على شكل خلطة إلا مادة جاهز حلوب..

وحول الدورة العلفية الثانية لهذا العام فكانت قد تضمنت الذرة والصويا لكل من الدواجن (البياضة والأمات والجدات والفروج)، أما بالنسبة للأسعار فقد ارتفع سعر طن الشعير نهاية آذار  إلى 500 ألف ليرة وطن الذرة إلى ٦٠٠ ألف ليرة فيما وصل طن الصويا إلى مليون و٢٥٠ ألف ليرة والنخالة ب 250 ألف ليرة وجاهز حلوب بـ 469 ألف ليرة والكسبة المقشورة ب 950 ألف ليرة ، وتضيف المهندسة مها كنيفاتي معاون مدير فرع طرطوس بأن الفرع يعتبر منشأة ذات طابع اقتصادي تتبع له خمسة مراكز لبيع المواد العلفية حيث تمت مراعاة التوزع الجغرافي في إقامة هذه المراكز لتخدم أكبر عدد من المربين وهي (مركز طرطوس، مركز بانياس، مركز صافيتا، مركز الدريكيش، مركز الشيخ بدر) لتخدم اكبر عدد من المربين فيما يقع معمل الأعلاف على طريق صافيتا ويعمل بطاقة إنتاجية حوالي ١٢طناً/ساعة حيث يختص بإنتاج خلطة علفية لمادتي جاهز حلوب كبسول وجاهز جريش وفق النسب الواردة من الإدارة العامة.

مشروع التنمية المتكاملة للثروة الحيوانية

يستمر مشروع التنمية المتكاملة للثروة الحيوانية في طرطوس الذي تنفذه وزارة الزراعة بتمويل من الحكومة والصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد) بالعمل من أجل رفع دخل الأسر الريفية التي تعتمد في معيشتها على إنتاج الثروة الحيوانية وتأمين فرص عمل وتحسين إنتاجية المراعي وإدخال النباتات العلفية وتعزيز خدمات إنتاج الثروة الحيوانية وزيادة إنتاجها ويشير المهندس محمد جعيلي مدير المشروع أن المشروع يستهدف ٤١ قرية في المحافظة فيما تم التدخل الفعلي بـ ٣5 قرية تنطبق عليها معايير الاستهداف من حيث حجم الحيازة من الثروة الحيوانية والأرض ومصدر الدخل الرئيسي وحيازة الآلات الزراعية وعدد السكان والتوزع الجغرافي، فيما بلغ عدد المستفيدين من نشاطات المشروع منذ بدايته وحتى نهاية العام الماضي ٧٦١٦ مستفيداً منهم ٢٤٥٠ في مجال الثروة الحيوانية و١٤٩٥ مراعي وتنمية المصادر العلفية و٢٢٥٦ للمرأة الريفية والإرشاد إضافة لـ ١٤١٥ مستفيداً في مجال التمويل والمشاريع الصغيرة كما بلغ عدد المقترضين ١٢١٨ مقترضاً بقيمة ١٤٨ مليوناً و٣٨٢ ألف ليرة، وأضاف جعيلي أن من أهم التدخلات المباشرة للمشروع تكمن في متابعة النظام الوطني لترقيم الثروة الحيوانية ومراقبة أدائها الإنتاجي وتشكيل وتمكين لجان تنمية المجتمع المحلي وتنمية الموارد العلفية، إضافة لإحداث صناديق التمويل الصغير لإيجاد فرص عمل مولدة للدخل وتطبيق تقنيات تحسين نوعية الحليب والرعاية الصحية فيما يسعى الفرع للتوسع من أجل استهداف أكبر عدد ممكن من المربين واختيار قرى نموذجية على مستوى الفرع وذلك بالترويج للعمل التشاركي والجماعي وتشجيع تربية الثروة الحيوانية واستكمال عملية الترقيم وإدخال المعلومات للأبقار على شبكة البيانات إضافة لزيادة النشاطات الحقلية والبيانات العملية..

وعلى صعيد المبادرات الأهلية وبمتابعة مباشرة من صفوان أبو سعدى محافظ طرطوس بالتعاون مع شركة الضامن العائدة للسيد خضر طاهر تم تنفيذ 4 مراحل من المشروع الذي تم إطلاقه هذا العام لتعويض مربي الأبقار الذين نفقت أبقارهم بسبب مرض التهاب الجلد العقدي في المحافظة حيث تم تحديد الشريحة الأولى المستهدفة التي فقدت مصدر رزقها بالكامل وجرى توزيع 126 رأساً من الأبقار لها في كل من منطقة طرطوس وصافيتا والدريكيش فيما نوه د. نزيه سليمان رئيس دائرة الصحة الحيوانية في مديرية زراعة طرطوس أنه تم زيارة منطقة الغوطة بريف دمشق وانتقاء الأبقار وفحصها سريريا وانتقاء نوعية جيدة خالية من أي أمراض وجميع الأبقار الموزعة هي بحالة صحية جيدة وتعد من الأبقار المحسنة التي تمتلك صفات إنتاجية جيدة جداً وعدد من الأبقار التي وزعت ينتظرون مواليد جديدة ستوزع بدورها على عدد آخر من المستهدفين.

بالأرقام

يتم منح المقنن العلفي وفق إحصائية 2019 حيث كان العدد 31928 رأس بقر و116705 رأس غنم وماعز في المحافظة وطبعاً هذه الإحصائيات تحتاج لإعادة التدقيق فيما تشير زراعة طرطوس إلى أنه يوجد في طرطوس 246 مزرعة مرخصة لتربية الأبقار الحلوب وتسمين العجول بطاقة قدرها 8742 رأساً، أما مزارع الأغنام المرخصة فتوجد في المحافظة مزرعة واحدة فقط بطاقة قدرها 40 رأساً فيما لا توجد مزارع للماعز، وتقوم مديرية زراعة طرطوس بتوزيع قشات السائل المنوي مجاناً على الملقحين الاصطناعيين لتأمين تلقيح الأبقار اصطناعياً من أجل زيادة أعداد الثروة الحيوانية ونشر وتعميم المورثات الجيدة الصفات والنخبة في مراكز الأبحاث وتقليل انتشار الأمراض التناسلية بين القطعان كما تتابع مديرية الزراعة من خلال لجان مشتركة مع التموين جولاتها الرقابية على معامل تصنيع الأعلاف ومراكز بيعها للتأكد من خلوها من المسببات المرضية ومطابقتها للمواصفات القياسية السورية المعتمدة فيما يقوم الفنيين البيطريين من مديرية (الصحة الحيوانية) وبشكل مجاني بإجراء التحصينات الوقائية لقطعان الثروة الحيوانية (أبقار- أغنام- ماعز- دجاج بلدي) إضافة إلى إجراء التحصينات البؤرية للمناطق التي يشتبه بظهور أي مرض ضمنها وبمحيطها لمنع انتقال المرض، وكذلك التحري عن الأمراض التي تصيب الثروة الحيوانية من خلال الزيارات الحقلية للفنيين والقيام بالمسوحات الدموية للوقوف على الوضع الصحي للثروة الحيوانية ومستوى المناعة لديها ضد الأمراض إضافة لإجراء الاختبارات ضمن المخبر البيطري للعينات الواردة من الإخوة مربي الثروة الحيوانية (حليب- دم- دواجن..) وأيضاً إجراء عمليات الزرع والحساسية وتشخيص المرض والتحاليل الجرثومية للعينات العلفية المستوردة والمحلية الواردة للمخابر البيطرية مع القيام بأعمال المعالجات السريرية لقطعان الثروة الحيوانية والتحري مع الجهات المعنية الأخرى عن الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان (داء الكلب- البروسيلا- الكيسيات المائية…) ووضع طرق الوقاية منها إضافة للقيام بالعديد من الجولات الحقلية وتقديم النصائح الإرشادية حول تغذية وصحة الثروة الحيوانية من قبل الفنيين العاملين في الوحدات الإرشادية.

رنا الحمدان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار